محمد عايش

محمد عايش

تابعنى على

اغتيال سليماني وحماقة وغباء الحوثيين

Friday 03 January 2020 الساعة 07:01 pm

 أتابع معظم التحليلات حول مقتل قاسم سليماني في العراق، ووجدت أن أغلبها يذهب باتجاه أن الرد الإيراني لن يأتي مباشراً، بل عبر حلفاء طهران كالحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق، وحتى حزب الله تستبعد التحليلات أن يقوم بردٍ باتجاه إسرائيل مثلاً.

 ليس على الحوثيين أن يثبتوا توقعات العالم بالإقدام على عمل أحمق لن يستعيد لإيران قاسمها بل سينهك اليمن أكثر مما هي منهكة الآن.

 سليماني قائد عسكري، وليس شخصية سياسية أو دبلوماسية، والمصير الذي التحق به متوقع لكل عسكري يخوض أكثر من حرب على أكثر من صعيد، وإن كان للحوثيين أن يحزنوا لأجله فإنهم أحرار لكنهم سيكونون أغبياء، أكثر من غبائهم المعتاد، إذا أخذوا على عاتقهم الثأر لحليفٍ لم يبدِ تجاه مقتل "الصماد" ربع التعاطف الذي يبدونه (أي الحوثيين) الآن تجاه مقتل سليماني.

 طوال تاريخ إيران (إيران الثورة) لم تستطع طهران النيل من أي رأسٍ أمريكي أو إسرائيلي حتى بنصف أو ربع مستوى وأهمية الرأس الكبير الذي اصطادته أمريكا اليوم: سليماني.

 نعرف أن ليس بيدكم أكثر مما بيد إيران العاجزة، ولكنكم أكثر استعداداً للإقدام على الردود اليائسة والبائسة، والتي ترتد وبالاً عليكم وعلى اليمن.

 توقفوا عن حشر اليمن في معارك الإقليم ومع أطراف لا تأبه لليمن ولا تبالي في أي وادٍ هلك.

 التضامنات الطائفية لا تجلب إلا الوبال.. أنتم تعرفون أن المقتول لو كان تركياً مثلاً لكنتم تتشفون الآن.

 وبالفعل ليس بينكم وبين إيران إلا التضامن الطائفي، ولو كانت العلاقة أكبر من ذلك لحاولت إنقاذكم خلال خمس سنوات من الحرب عليكم ولو بواحد بالمائة من الجهد الذي بذلته لإنقاذ الأسد في سوريا.

 بالخاتمة:

 شخصيا أحترم قاسم سليماني باعتباره بطلاً وطنياً حقيقياً ولكن لبلاده، أما فيما يخص العرب فإنه مثله مثل قاتليه الأمريكيين، جزء من التدخلات الدولية المستثمرة في الاقتتال الأهلي والانقسامات العربية.

 حتى لو حملت بعض الأطراف شعار فلسطين وقضيتها، ففلسطين لا تزال محتلة ولا تزال قضيتها تدر عوائد سياسية هائلة لمن يتربحون منها.

 فلا تضحكوا على نفوسكم وتشغلونا: يا حسيناه.

 * من  صفحة الكاتب على الفيسبوك