مطهر سعيد شرجبي

مطهر سعيد شرجبي

شمسان وآمال إنقاذ تعز من ساقية النار

Saturday 04 January 2020 الساعة 03:36 pm

يظل محافظ محافظة تعز نبيل شمسان الحل الوحيد والمنقذ لما تشهده تعز من تدهور في شتى مناحي الحياة.

يعول عليه بسطاء هذه المدينة ومثقفوها وسياسيوها وكل أبطال المقاومة والذين رحلوا أو أولئك الذين لا تزال أياديهم ضاغطة على زناد مقارعة الحوثي لإنقاذ ما دفعوا أرواحهم ثمناً له.

لم تسحرهم كلماته التي سمعوها وقرؤوها وهي تتعلق باسدال ستار عام 2019م... وإنما وثقوا بخطواته الجادة وغير المتعجلة لمعالجة كثير من مشاكلها.

يريده البعض أن يضرب بيد من حديد على الخارجين عن القانون وأن يوجه صفعة للارهاب والانفلات الامني وتناسوا أن كل تلك الأيادي وكل قوة الجيش والجهات الضبطية بيد طرف رسم لتعز طريقا شائكا وشاقا ودامياً ومن الصعب استخدام أدوات إجرامية لملاحقة المجرمين.

وهناك طرف يريده أن يترك الحبل على الغارب لكل قوى الفساد والفود والقتل.. وخصخصة كل الخدمات وحتى خصخصة كل المؤسسات الحكومية والوظيفة العامة (دعه يعمل دعه يمر) فيكون شاهد زور.

لكنه جاء بخطة عمل مزمنة، تبني علاقة الثقة المتبادلة.. الشعور ب(أنا والوطن/نحن والوطن)... وأن الجميع شركاء في النجاح وشركاء في الفشل.

اعتقد أن وكلاء المحافظة لديهم مهام معينة ولو كل وكيل منهم تحمل مسؤليته وابتعدوا عن سحر عدسة التصوير، لانحصر دور المحافظ بمتابعة ما يتم وما يخص المحافظة لدى السلطات العليا بالشرعية ومتابعة شئون المديريات المحررة البعيدة عن مركز المحافظة (13مديرية) وكيف يتم تحرير السبع الأخرى من فم الحوثي.

من المُعيب أن يتم دحر الحوثي من مناطق وتحريرها ليأتي الانفلات وعصابات الإجرام لتسكنها وتسيطر عليها فتجد الناس يلعنون التحرير بسبب الممارسات القاتلة، ومن المعيب أن يظل دور المحافط محصورا في إطفاء الحرائق هنا وهناك وبين ألوية الجيش الوطني المتنازعة والتي من مهامها إطفاء الفتن والانفلات.. أو أن يتحول إلى صوت المعارضة وصوت الناس داخل السلطة المحلية لدى أحزاب صارت تمثل صوت سلطة مصالحها ورغباتها المتخمة وصارت تتنازع الثروة والقوة، وتتقاسم الفساد وتجدها تنكر تحمل تبعاته في نفس الوقت.

يمكن أن يكتب الفشل لأفضل ربان يقود سفينة متهالكة ومثقوبة حتى في بحيرة هادئة... فكيف يمكنك ان تطالب من ربان سفينة ان يقودها وان يصل بها إلى مرفأ آمن في بحر هائج ومتقلب كما هو الحاصل بتعز.

ليست مشكلة تعز في السلطة أو الأحزاب السياسية فقط وإنما في المواطن البسيط والذي إما تجده لا علاقة له بما يحصل وليس لديه أي اهتمام بتغيير الواقع المؤلم الذي يعاني منه... او انه يريد احراق مراكب النجاة.. فيصير (الهلاك) امامه و(الموت) خلفه.

هناك ملفات امام محافظ المحافظة أ/نبيل شمسان نعدها هامة منها:

عودة الخدمات لمركز المدينة ومراكز المديريات بالمرحلة الاولى (كهرباء، ماء، تعليم، تطبيب،.... الخ)، وعودة الامن والامان الى ما كان عليه قبل حرب 2015م الغاشمة، والعمل على فك الاشتباك في مناطق الحجرية وعودة كل لواء إلى مسرح عملياته القتالية وردم حفرة الاحتراب التي تتسع كل يوم وستلتهم المنطقة، والتفكير بالبدء باعمار تعز والمناطق المدمرة، والتخطيط لمدينة تعز الجديدة، وفتح معابر آمنة للتخفيف من معاناة أبناء تعز، والتحاور الجاد مع سلطة الامر الواقع بتعز (خلافة شارع جمال) وبأن ما لديهم يكفيهم ويزيد وعليهم أن يتركوا السفينة تسير والوضع يستقر (او عمل هدنة معهم لمدة عام على الاقل)، تحميل ملف الجرحى محور تعز بكل بلاويه.

هناك تطلعات كثيرة واحلام كبيرة لدى كل ابناء تعز، لكن لسان حالهم صار يطالب بالعودة بالوضع الأمني والخدمات والمواطنة المتساوية بالوظيفة إلى ما قبل الحرب.. وتلك أمان سهلة لكنها صعبة المنال في ظل أوضاع كهذه وجماعات تريد للبلد استمرار الحرائق والكوارث ومزيدا من فيضان دماء الابرياء ونقل ساقية النار لمناطقنا المحررة.

امام محافظ المحافظة العزيز خياران: الصبر ومن ثم الصبر مع استمرار تنفيذ البرنامج المزمن لانقاذ تعز من المستنقع الذي يغرقها.

واما انسحابه او استقالته فليست مقبولة في الوقت الراهن وسيرفضها ابناء تعز، ومحاولة اقالته تعتبر مؤامرة على تعز وتسليمها للموت والهلاك والدم والسجون السرية.

أتمنى للمحافظ أ/نبيل شمسان التوفيق والاماني القلبية بالنجاح والذي أتوقع أن يكون على يديه، فهو امل تعز واملنا الأخير جميعاً.

لن أقول إنه قد يكون المخلص لتعز لما هي فيه، ولكن اقول انه إن لم يستمر بمنصبه ويبدأ حلحلة شباك التداخل بما هو اداري وما هو حزبي وعسكري؛ واخراجنا مما نعاني/ وتعاني منه تعز فتأكدوا ان تعز لن ترد لها روحها وعافيتها بعد رحيل شهيد الوطن اسطورة المقاومة العميد/عدنان الحمادي.. وستدخل في ساقية نار اشرس فيما لو ظلت تحت سيطرة الحوثة.