عبدالفتاح الصناعي
بين يناير وفبراير.. ومأرب2011 ومأرب 2020!
يناير كانت ثورة المشترك والناشطات وأتباعهن، كانت مظاهرات باردة يائسة، مدفوعة الأجر: من السفارات وصندقة حميد، ممتلئة بالحقد الشخصي، والأمراض المختلفة، لا روح فيها، شعارات باطلة ويائسة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
فبراير كانت الروح الثورية الوطنية الحقيقية بقيمها الأخلاقية، ومساراتها المدنية والسلمية، التي تتجاوز كل الأحقاد الصغيرة والطموحات الشخصية، إلى المعاني الوطنية بأرقى معانيها وأجمل أحلامها.
أصيب ثورجية يناير بالذعر، من هذه الروح الثورية الحقيقية، التي جاءت تفضح إفكهم وتمثيلهم، وتتجاوز أحلامهم الصغيرة، وأحقادهم وأمراضهم، وأيديولوجياتهم، وتشكلهم كعصابة شريرة.
فكادوا لفبراير كل الكيد، ورغم ما كان بين الينايريين من الانقسام والازدواجيات والتناقضات المختلفة، فإنهم أجمعوا أمرهم وكيدهم على قتل فبراير.
قتلوا الثورة الحقيقية غيرة من جمالها وسموا أخلاقها ووطنيتها، لأنهم تشربوا القبح بداخلهم، وجاؤوا على فبرابر بدم كذب، ثم واصلوا مسرحيتهم أنهم ينتصرون لفبراير التي قتلوها رواحا وجسدا، وقالوا عنها وباسمها زورا وبهتانا.
جمعوا إلى صنعاء غلمانهم وسفاءهم وتجار الحروب من كل مكان، أتوا بقبائل مأرب لكي يستقووا بهم داخل صنعاء.
ظلموا أصدقاءهم وأعداءهم، وروجوا لكل الأفك والكذب والفجور على خصومهم وحلفائهم، حتى على أحلام الثورة وثمارها العظيمة التي وعدوا بها.
ما كان لهذه الجرائم أن تمر دون أن تجرفهم معها، وتذيقهم سيئات ما عملوا وأجرموا.
إن الفساد والكذب والفجور الذي بنوا ثورتهم عليه كثوابت وأسس، ما كان له أن يستمر طويلا دون أن يفضح الله كيدهم، ويجعلهم ينتهون نهاية أليمة.
كان أن تبقت لهم مأرب، بعد أن خلعتهم كل اليمن بطريقة أو بأخرى، بشكل كامل أو بدرجات متفاوتة، واليوم أصبحت مأرب مهددة وعلى وشك أن يخسروها.
من 2011 حتى اليوم، تسعة أعوام مرت، وهم يخسرون كل يوم أكثر، وتظهر فضائحهم بشكل أكبر.
شعارات متعددة، ومزايدات مختلفة ومتناقضة رفعوها سقطت وسقطوا معها كضحايا لكذبهم ودجلهم.