يحيى الهادي

يحيى الهادي

الحوثي والإصلاح.. عداء المؤتمر قاسم مشترك!!

Saturday 08 February 2020 الساعة 02:23 pm

نطالع وكلنا شوق إلى أن تطوى كل صفحات الماضي بكل ما فيها، يكفي.. فلم يعد الشعب ولا الوطن يحتملان المزيد من المعاناة.

وهذا بالطبع حلم كل يمني مشرد، ولذلك نرى اليوم دعوات لتوحيد الصف الوطني الجمهوري، وهذا شيء طيب صراحة، ولكن للأسف ما ينقص هؤلاء في أنهم لم يتطرقوا على أقل تقدير إلى ما هي البدايات لذلك والتي حتماً في أي تقارب يحصل في الكون يكون هناك بوادر لحسن النية، للأسف حتى هذه غابت أو يتم تغييبها.

عموماً من يطلق هذه الدعوات لم يأت بها من فراغ فهو يعرف مدى اشتياق بل وتعطش أبناء اليمن إلى عودة الحياة والوطن وعودتهم إلى وطنهم وإيقاف هذه الحرب الملعونة، ولذلك أطلقوا دعواتهم اليوم دون أن يكون هناك أي بادرة حسن نية، لأنهم يعرفون أن الكثير سينجر بعدها، وفعلا هذا ما حصل، بينما عندما يتم مطالبتهم بإظهار حسن النية يتم رمي التهم عليك من كل جانب..

أتذكر قبل فترة وفي خطابين أو ثلاثة خطابات للعميد طارق صالح نادى بتوحيد الصف وقال للجميع: الصف صف البنادق، ولم يستجب لها أحد حتى الماكنة الإعلامية لنشطاء المؤتمر لم تتناولها كما تناولت اليوم دعوة الحزمي للتصالح، لأن نشطاء المؤتمر بلا تنظيم، والشيء الثاني ما في حد يهتم بهم كما هم نشطاء الإصلاح، هذه أشياء واضحة، ولا احد ينكرها.

نشطاء المؤتمر كل يطرح منشوره كما يحب ووفق ما يراه، ليس هناك ماكنة إعلامية موحدة، وهنا أتكلم عن العموم، قد يكون هناك أشخاص معينون لكنهم ليسوا فاعلين فقط، وجدوا لهم اهتماما فسلكوا ذاك الوادي، لكن على المستوى العام وانا احدهم لا يوجد أي تنسيق على الاطلاق كما هو حال الجماعات والأحزاب الأخرى.

تفاعل الكثير مع دعوات التصالح واغلبهم مؤتمريون وهذا دليل على ان لا توجيهات ولا قيادة توجههم، اما نشطاء الإصلاح فلم نر لهم أي كلام حتى الآن، بل خرجت نوبليتهم لتلعن وتقدح في الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، وهم مؤيدون لها بينما انصار الزعيم تفاعلوا مع دعوات الحزمي الذي للأسف لم يتطرق حتى للاستنكار والتبرؤ مما تقوله نوبليتهم من كلام بحق من يريد التوحد مهم.

فهذا في الأخير يعد قائدا لهم ومؤسس حزبهم والا كيف هذه الدعوات؟ ولمن بتوجهونها اذا لم تضعوا لسفهائكم حلا في تماديهم وفجورهم؟ وهذا بيدهم ليس شرطا تعجيزيا الأمر بيدهم إيقاف كل من يقف في وجه أهدافهم، لماذا صعبت عليهم الآن عندما وصل الأمر إلى إيقاف توكل وزبانيتها.

الأمر الآخر مسألة القرار 2216 الذي فرض عقوبات على الزعيم ونجله عندما تتكلم عنها وتقول للحزمي أو لغيره ارونا حسن نواياكم ارفعوا العقوبات وتعالوا لنتفق على كلمة سواء نحن واياكم، كأن على رؤوسهم الطير لا تسمع لهم الا همسا، واحيانا حتى الهمس، مافيش، إذا كيف تكون هذه الدعوات ولمن يتم توجيهها؟

شرطان أساسيان لمصالحة حقيقية وهما ليسا بمعضلتين أو شروطين تعجيزيين في اتصال يحققوها فقط يتبقى حسن النية، رحم الله الزعيم الصالح في توقيع المبادرة الخليجية قالها لهم: ليس المهم التوقيع ولكن الأهم هو حسن النوايا، هو يعرف حق المعرفة مع من يتحاور لا عهد ولا ميثاق ولا نوايا صادقة، هو يعرف انهم يوقعون باليمين ويتركون اليسار لإطلاق العنان لسفهائهم لقول ما يعجزون عنه.

وهذا للأسف ما لم ولن يفهمه ربما الكثير من نشطاء المؤتمر لأنهم ينجرون عاطفيا أكثر منه للواقع، وفعلا رأينا ما حدث بعد التوقيع حتى اليوم، وما حدث في حكومة الوفاق، والكثير يطول الشرح لذكرها، وإلى اليوم ما يزالون يلعبون بعواطف الآخرين من باب الوطنية وهم منها أبعد من عين الشمس.. طيب اين انتم من دعوات العميد طارق صالح عندما قال: الصف صف البنادق، أليس الأحرى بهم توحيد الجبهات أولا وتوحيد الصف الجمهوري من جبال ووديان وسهول اليمن قبل الفنادق أم الفنادق هي من تتحكم بالجبال؟ كلام غير معقول وليس بمنطقي.

لا تأكلوا الثوم بفم غيركم، هكذا تعود الإصلاح للأسف في كل اعماله السياسية، وجاء لنا اليوم الحوثي ذات الخط والأهداف والممارسات مع فارق بسيط فقط، وكأن المخرج واحد في عملية التعامل مع الأحزاب الأخرى.

قد يقول البعض هكذا هي الجماعات المؤدلجة فكريا، ربما فمن يدري لكن اين العقل؟ اين الإنسانية؟ اين الوجود؟ اين الوطنية التي شغلونا عليها؟

ما يجمع الإصلاح مع الحوثي قاسم مشترك هو العداء للمؤتمر، واي حزب ربما سياسي آخر مستقل لا يريد ان يكون تحت اجنحتهم، بمعنى يا تكون معنا يا نحاربك، وهم ما شاء الله جيشهم الالكتروني شغال سمعا وطاعة ما يقول لا بالخالص، القاسم المشترك للحوثي والإصلاحي تجاه المؤتمر هو الذي نحن نبحث عن ان نتناساه بما نسميها مبادرة حسن النية.

لدينا قادة هم من يجب أن تتواصلوا معهم وهذا ليس عيبا، بل هو العمل التنظيمي الصح، ولدينا قادة امرهم بيدكم ما يزالون تحت الإقامة الجبرية ارفعوا قرار الحقد الذي أصدرتموه، وبعدها تعالوا والوطن لن يزايد احد على حبنا له، فنحن من ضحى اكثر من غيرنا، خسرنا قيادات ومقرات وبيوتا وارواحا، ماذا تريدون بعد كل هذا؟

نريد منكم بوادر حسن النية، التواصل المباشر مع القيادة، وقبل ذلك رفع قرار الحقد الذي صدر بحق قيادات المؤتمر، لا نطلب منكم شيئا آخر ان صدقت النوايا ستأتي بكل شيء وهذا ليس من المحال.

نحاول نحن كناشطين مؤتمريين نحاسب أنفسنا نحاول ان نشيل القاسم المشترك هذا، ولكن لم نر بوادر حسن النية، بل ان الامر بدلا من تلاقي دعوات المؤتمر للتوحد لمواجهة الحوثي تخرج لنا قيادات تابعة للإصلاح ويتوعدون ويهددون في ان المخا بحاجة للتحرير!!، تحرير ممن؟، لا نعلم، هل هؤلاء حوثيون؟.. قالوا: كانوا مع الحوثي؟

طيب نقاشنا في هذا طويل ومن راح صعدة وجلس عند ركب عبد الملك ومن قال: انهم الآن سيندمجون مع الدولة، وصعدة عادت لحضن الدولة، نقاش طويل لو الحسبة كما ترونها أنتم.. عندما نحاول نزع التوتر الحاصل يظهر لك ناشطو الإصلاح وهؤلاء لا يتكلمون من فراغ بل توجيهات تأتيخم وسب وقدح وذم في قيادات المؤتمر.. طيب ايش خليتوا للحوثي ما فرقتم عنه؟

اما لو تكلمنا عن استقبالهم للمؤتمريين في مارب فتلك لحالها، يتركون الحوثيين يسافرون بينما المؤتمريون يحجزونهم وحبس وتعذيب لأنه مؤتمري، بينما الحوثيون الذي سيلتحقون بفرقهم في المجتمع الدولي كنشطاء تركوهم ولا حركوا ساكنا، وتقلي توحيد صف..!!

ما هي البوادر وما هي التوجهات، وهل النقطتان اللتان ذكرناهما اعلاه؛ رفع العقوبات والتواصل المباشر مع القيادات فيهما غلط؟ إذا كانتا غير صحيحتين وضحوا لنا أم أن دعواتكم هي غير الصحيحة؟ وإذا كنتم تريدون نزيح القاسم المشترك الذي بينكم وبين الحوثة ضد المؤتمر اظهروا حسن النية وتنازلوا ولو مرة لصالح الوطن والمواطن الذي تقتلونه من ألفين واحد عشر حتى اليوم، انزعوا الحقد الدفين من قلوبكم، واوقفوا سفهاءكم وكل شيء سيكون بخير..

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك