أصبح مسار شرعية "هادي" والجنرال علي محسن، غير قابل للتعديل والتصويب، ولا يمكن أن يحقق إنجازاً يمكن للناس أن تحمدهما وتشكرهما عليه، لأنه مسار يسير ضد المصلحة العامة للدولة والمجتمع، ويصب في مصلحة قيادات الشرعية وحدها، الحالة الوحيدة لتعديل مسار هذه الشرعية في الاتجاه الصحيح تكمن في إزاحة تلك الرؤوس التي أينعت بالفساد وجمع الثروة.
وعلى الرغم من كل الهزائم التي حققتها الشرعية المترهلة، ورغم أصوات الشعب وأنينه، ورغم دعوات العالم لتصحيح المسار، إلا أنها -أي الشرعية- لا تبالي ولا تعطي اهتماما لكل الأصوات التي تنتقد أداءها وأسلوبها الفج في إدارة الشرعية، تصم آذانها عن النقد، وكأنها لا ترى قبح أفعالها ونتائجها تدمر الدولة والمجتمع.
خرجت من عباءة الشرعية أصوات تنادي بما ينادي به الجميع، كان "عبدالله نعمان" أمين عام الحزب الناصري، أكثر وضوحاً وشفافيةً، أدلى بصوته وتحدث بما يؤرق الجميع، ويتخوف منه الجميع، أن الشرعية أسقطتها ثلة من الفاسدين القدامى، الذين رأوا في الحروب فرصةً للتجارة والربح، وأن "هادي" أعجز من أن يدير فندقاً يقيم فيه منذ خمس سنوات.
"ابن دغر" الصوت الأقرب إلى أُذن "هادي" تحدث عن مخاطر بقاء الشرعية على هذه الحالة، وحالة العجز التي تنتابها، الشرعية تنهار، والحرب تميل لصالح "الحوثي"، لكن إلى الآن لم يجد لكلامه طريقاً لطرق باب الغرفة التي ينام فيها الرئيس "هادي".
من الجيد أن تبدأ قيادات في الشرعية تدرك خطر أدائها، وتنادي بسرعة تغيير المسار، ولن يتم هذا الأمر في ظل بقاء "الجنرال علي محسن" وجماعته "الإخوان" الذي أصبح استمرار الحرب مرتبطاً بمصالحهم، إصلاح الشرعية يبدأ بإزالة مسببات الهدم ومعاول الفساد فيها، لا القيام بشكليات وهمية تعيد إنتاج الهزائم من جديد.
بسط طارق صالح يده وقواته في الساحل الغربي، وجلس "الانتقالي الجنوبي" على طاولة المفاوضات وأبرم اتفاقية "الرياض"، كل ذلك في سبيل أن تتوحد الصفوف وتكف الشرعية عن طعن وخيانة أي مقاومة ضد الحوثي، وأن تتوجه كل الإمكانيات نحو الوصول إلى صنعاء وإنهاء الانقلاب وإعلان نهاية للحرب، لكن لا أحد في شرعية الفساد يصغي لصوت الحق ويذعن لإرادة الشعب والجمهورية.
المزيد من الأصوات ذات الثقل السياسي والحضور الميداني والجماهيري، سيكون له الأثر الكبير في إعادة إنتاج شرعية جديدة، قادرة على حسم المعركة، وتخليص المجتمع من شر الإرهاب والجماعات الدينية، وإنهاء الانقلاب وعودة صنعاء.