سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

لا تحرفوا البوصلة نحو الجنوب

Wednesday 18 March 2020 الساعة 02:47 pm

من خمس سنوات ونحن ننادي الإخوان ومن يدعمهم.. للاستيلاء على شرعية ما يفترض أنها دولة الحرب مع الحوثيين.
خمس سنوات وآلاف الأصوات الجنوبية والشمالية الحرة تناديهم أن معركتنا جميعاً هي في صنعاء ليس فقط لإسقاط جماعة دينية من أجل تنصيب جماعة دينية أخرى، وإنما من أجل إقامة دولة يمكن لها أن تفرض النظام والقانون والعدالة وتؤمن الشمال والجنوب من خطر الوقوع ضمن خارطة النفوذ الإيراني أو التركي أو أي نفوذ صراعي توسعي يحمل نظرية دينية عالمية للتمديد والتوسع.
ويمكن لها أن تذهب لحوار حقيقي يعالج كل القضايا بشكل حقيقي وأهمها القضية السياسية الجنوبية وحق تقرير الجنوبيين لمصيرهم دون إكراه أو تلاعب وتحايل.
خمس سنوات ونحن نقول لهم لا تحرفوا البوصلة نحو الجنوب، إن فعلاً كهذا يشكل خطراً ماحقاً على الشمال قبل الجنوب. 
نقول لهم لا تكسروا روح الجنوب بقضيته بل عززوها وحولوا الجنوب لرافد ومنطلق وأرضية صلبة وظهر وسند تواجهون به خطر انزلاق الشمال كله بيد العدو المتربص بالجنوب أيضاً.
لا تضيعوا الجنوب كما ضيعتم الشمال.. دعوا الوطنية الجنوبية تحرس الجنوب كل الجنوب واتجهوا للشمال وسيكون الجنوب معكم مسانداً، لأن الخطر يهددنا أيضاً.
حافظوا على جنوب واحد متماسك صلب غير مخترق يحميه أبناؤه في كل محافظة منه ولا تدخلوا معه في عداء، لن تعود أحداث يوليو 94 أبداً، وإنما جنوب ضعيف اليوم يعني شمالاً بيد الحوثي كاملاً وسيحول الحوثي الشمال لقاعدة تحرك جنوباً حيث الجنوب الذي مزقتموه وأرهقتموه وحاربتموه على كل مستوى..
قلنا لكم إن الوقت هو وقت تخليص الشمال من القبضة الحوثية وتمتين الموقف جنوباً بالوطنية الجنوبية وليس وقت الحديث عن وحدة الضم والإلحاق والغزو.
هذه اللحظات الفارقة التي تتناثر فيها مواقع الإخوان في الجوف ومأرب وقبلها نهم بكل ما فيها من عتاد وسلاح وأعداد مهولة في الكشوف من الجنود.
تثير حزن كل حر وشريف يعز عليه أن يرى الحوثي منتصرا بعد خمس سنوات، فشل الكل في إقناع الإخوان وداعميهم في المملكة وعلي محسن الإرهابي الغبي بأن الطريق من مأرب شمالاً  وليس جنوباً..
نحن نحزن عندما نرى مشاعر النصر والتشفي الحوثي، تلك المشاعر بفضل غباء وعدوانية هادي وبلسن والإخوان ومن يدعمهم.. فقط.
ماذا تريدون ممن تعبوا في نصحكم وتحذيركم من وقوع ما يحدث اليوم لكم من الحوثيين أن يفعلوا؟ هل يحزنون لكم أم ماذا يفعلون؟
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك