محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

لا تقلقوا.. لسنا عدواً لأبناء الشمال

Tuesday 28 April 2020 الساعة 07:37 pm

بعد أن مارست سلطة الشرعية أقبح ما فيها من فساد وتخلٍ عن المسؤولية وعدم القيام بواجباتها طيلة الفترة الماضية أعلن المجلس الانتقالي إدارته الذاتية لمدينة عدن وبعض المناطق الجنوبية التي تحت سيطرته إيماناً منه للقيام بواجبه تجاه الناس وتقديم الخدمات كتجربة أولية في إدارته لمهام الدولة بعد أن نفد كل صبرٍ تجاه شرعية الفنادق.

هناك جانب مهم للغاية في خطاب المجلس الانتقالي الذي فيه طمأن كل مواطن شمالي أن لا مساس بحقوقهم وتجارتهم وحياتهم، ولهم كل الحقوق كما هي للمواطن الجنوبي، هذا الخطاب المطمئن سحب البساط من تجار الإعلام الإخواني الذين كانوا مؤملين عليه في بث الخوف والرعب ومحاولة في النجاح الذي خسروه في أحداث أغسطس من العام الماضي.

ليس هناك عدو للمواطن الشمالي في الجنوب، وليس هناك أي دواع لاستلقاف الخوف والرعب الذي يحاول الإعلام الأصفر من قطر أو تركيا أن يلقي به بين الناس، ويزرع المخاوف والفوبيا بين الشماليين المتواجدين في عدن، ويحاول أن سيتفز الجنوبيين ضد أبناء المناطق الأخرى، العدو هو ما يأتي من تلك الوسائل الإعلامية التحريضية التي تريد للفوضى أن تستمر ليس في عدن وحسب بل واليمن بكلها.

العقلانية التي ظهر بها المجلس الانتقالي تجاه القضايا الرئيسية والهامة جعلت الناس تشعر بالاطمئنان تجاه التصرفات التي تبناها لإدارة عدن، وهذا ما سيكسبه حضوراً أكبر في الوسط الشعبي، وسوف يتعزز هذا الحضور في تقديم الخدمات وإنهاء حالة العجز والفساد الذي كانت تمارسه الشرعية ويلمس الناس وجود سلطة حقيقية تهتم بهم وبحياتهم.

كان المواطن الشمالي أكثر تخوفاً من إعلان حالة الطوارئ في عدن، لكن هذا التخوف تبدد ومعه تبددت كل آمال تجار الإعلام الفندقي في أن يتحول هذا التخوف إلى واقع حقيقي، لكن الوعي بالمسؤولية التي أظهرها الانتقالي أزاح كل ذلك التخوف وأغلق باب الفتنة الإعلامية تجاه أي مواطن جنوبي أو شمالي.

يدرك الانتقالي الآن كسلطة في عدن ويدرك المواطن الجنوبي أن لا خطر من أي شمالي كمواطن أو تاجر أو زائر، وعدن مفتوحة لكل يمني، وأن العدو الذي يتربص بالجميع في عدن وغيرها هو الذي يحاول أن تطول الحرب ليستفيد منها وهو في الفنادق وعواصم العالم، ويشترك في ذلك العدو الكبير الذي يجثم على صنعاء وكل مواطن شمالي، الحوثي الذي يجمع كل مواطن يمني بأنه العدو الذي يجب الخلاص منه وتخليص الأجيال القادمة من فكره وشره.

أضاع "الانتقالي" فرصة ثمينة على الإخوان والحوثي، وعزز من حشرهم في خانة الأعداء لكل مواطن شمالي وجنوبي، كانوا ينتظرون أن يُرحّل الناس وتغلق دكاكينهم وبسطاتهم وتقطع أرزاقهم، لكن يا للحسرة التي مُنيوا بها، وعادوا خاسئين، وكان الانتقالي مدركاً لكل ما يريدونه فأصابهم في مقتل وطمأن كل الشماليين في عدن.

هذه إحدى النقاط الهامة التي استوعبها المجلس الانتقالي، والآن عليه أن لا ينجر وراء المهاترات السياسية، وعليه أن يؤجل كل القضايا الرئيسية من الوحدة أو الانفصال، وتركها للحلول السياسية النهائية، وأن يصب جل اهتمامه في تقديم الخدمات للناس وتأمين حياتهم، وإعادة عدن ثغر اليمن والجنوب الباسم.