رهينة الغربتين

رهينة الغربتين

تابعنى على

سيول عدن وشتاء البكاء

Wednesday 29 April 2020 الساعة 02:17 pm

إلى أين تاخُذُني أيها القلب

هذا المساء....
وهل يُصلحُ الشعر والنثر
ما أفسدته الحروب..
وما أغلقته لنا من دروب..
من الحلم والانتشاء...

إلى أين تأخذني أيها القلب
هذا المساء...
إلى دمعة أمي
التي اجهشت بالبكاء.
حين أتى صوتها من بعيد.
تقول حنانيك
يا طفلتي الشاردة
لا تقلقي فنحن بخير
رغم كل الحروب
ورغم سيول الشتاء...

دعوة لك اليوم عند السجود
يُنجيك من شر عين الحسود
طلبتُ من الله ان نلتقي
عن قريب.
وتسهيل أمرك في الجامعة
وأن تفهمي الدرس
وان تنجحي بامتياز.....

ألى أين تاخذني ايها القلب
هذا المساء...
الى همس امي، إلى شوق امي
ام إلى وطني وفصول الحروب
وكل الذين فقدنا
من الأهل والاصدقاء

إلى أين فأنا غير قادرةِِِ
أن ابوح.
ولست براغبة بالكتابة.
وحتى الحروف تُراوغني
على غير عادتها والنصوص
ولست براغبة بالرثاء...

والوساوس تشتت ذهني
كأني الزبون الوحيد..
فأين ألوذ وبماذا أعوذ
أعوذ به الحب هذا المساء
من جبروت الحروب
وفيضان السيول
لعنات السياسة
من مفردات الكلام
من الحرف والنصب والجر..
وكل صنوف المعاني
وبحور البلاغة
وكل الفواصل
وبعض القواميس
التي تحتشي بالغثاء....

وكل الطقوس التي أنهكتنا
كل الدروب التي ارهقتنا
كل التناحر وكل الجفاء...
الى اين تأخذني ايها القلب
هذا المساء..
كي اكتب شيئا حزين
يليق بضحايا السيول
وتلك الزهور التي رحلت
دون ميعادها فلا استطيع...

احاول أن اقطف
من قول امي حديثاََ وحرفاََ
يساعدني في ارتسام بعض
من القول والاقتفاء
أحاول جاهدة ان أعود
الى اول النبع
كي أرتوي من "عدن"
بعض فيوض الكلام
أو اقتفي من "تعز"
بعض فنون الغرام

احاول أن احرث الارض بالحرف
أن أوقف الحرب
وأن انثر الفل والورد
وأنهي سيول الخصام
كي يعم السلام

احاول، لكن، وكم اكره لكن.
يسقط دمعي كما يسقط الصخر منجدلا من سماء...
فتغلق كل النوافذ.. ويجف المداد.
ويبدأ خريف البكاء...