عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

العواضي وفلاسفة الجمهورية التائهون

Tuesday 05 May 2020 الساعة 01:11 pm

العواضي اليوم يقاتل من أجل كرامة شخصية وقضية مناطقية لا ينبغي الاستنقاص منها، كما أنه من المبكر جدا تحميلها فوق ما لا تحتمل والمبالغة بها.

العواضي لم يتكلم عن الجمهورية ولا باسمها وهو يقول إن لديه قضية قبيلة واضحة لا مجال لتييسها.

ثانيا، هنالك جهل بطبيعة المجتمع اليمني وطبيعة تشكل ثورة سبتمبر التي تشكلت من مجموعة انتفاضات وتمردات وانقلابات مناطقية وعشائرية: حركة حاشد، انتفاضة المقاطرة، حركة الزرانيق تمرد خولان..

لقد كانت كل هذه الأحداث والتي سميت بعد ثورات وأحد الخطوط التي قادت لسبتمبر قضايا شخصية صغيرة مع الإمام.. كانت بعضها خلافات مالية لكنها في الأخير تتوجت بحركة الضباط الأحرار والتنظيمات الثورية المختلفة. كما أن هنالك خللا وخطاء جوهريا بالحركة الوطنية أنها بعد الثورة لم تسطع الانتقال من الدولة الوطنية وحل الثأر الاجتماعي والسياسي -سوى المحاولات في عهد الحمدي- وظلت سلطة الجمهورية تلعب تنقاضات الصراع الاجتماعي والمناطقي والسياسي وهذا ما قاد في الأخير الى النهاية الوخيمة للجميع. 

خلاصة:

طرفان خاطئان: الأول يزايد ويبالغ من كل قضية يجعل منها جمهورية وثورة، وخطر هذا التفكير أنه يستبق الأحداث ويحمل القضايا فوق ما لا تحتمل، وأنه سوف يقودنا في النهاية الى نفس الأخطاء والمزايدات والخطاب التقليدي والصراع والثأر الاجتماعي والسياسي الذي انهار البلد بسببه.

الثاني: يقلل من حجم مثل قضية العواضي متجاهلا أن التاريخ والثورات من مجموعة أحداث صغيرة، وهكذا كانت سبتمبر من حركات عشائرية ومناطقية.

فهل لنا اليوم بأن نصل الى الرشد السياسي والاستفادة من تجاربنا دون التطرف هنا أو هناك؟!