عبدالفتاح الصناعي
نبيل الشاهد والشهيد.. وقاتلوه المجرمون والمرجفون
شاهد وشهيد.. كبير وعظيم بحجم القضايا التي آمن بها.. وصغار هم القتلة المجرمون وكل من شاركوا بعملية التحريض الإعلامي والتآمر الحقير لقتله.
عاش نبيل القعيطي مصورا صحفيا أبهر الوكالات والقنوات الدولية والمحلية بشجاعته الكببرة في تصوير أهم أحداث المعارك الأكثر خطرا، ببطولة فارس شهم نبيل وبإحساس جمالي وأخلاقي عالٍ كان نبيل مدهشا ومبدعا، وشجاعا مغوارا، لم تكن المعارك عنده إلا مسرحيات، لا يهمه إلا تصوير مشاهدها من الزوايا والأماكن المثالية لوضوح ودقة التصوير، فهو غير مبال يقتحم المخاطر الصعبة ليوثق الحقيقة وينقلها للعالم.
استشهد اليوم هذا البطل الذي خلف ارشيفا عظيما من اقتحاماته قلب المعارك والأحداث، بعملية اغتيال دنيئة وحقيرة. سبقها عملية تزييف وتحريض إعلامي ممنهج ضده.
وما هذا إلا معبر ودليل واضح كم هو نبيل نبيل وعظيم بحجم القضايا التي آمن بها، وكم هم قاتلوه والمتآمرون عليه صغار ومجردون من الأخلاق.
لم يكن نبيل قد قتل أحدا بحق أو باطل، فهو لم يحمل السلاح، فسلاحه كاميراته. فأي خسة هي وحقارة التحريض والاستهداف لمصور صحفي، لا يملك غير كاميراته وصفحته بالفيس بوك؟!
إلى هذا الحد كنت عظيما ومرعبا لهؤلاء الجبناء، حتى ينفذوا عملية قتلك الغادرة واللئيمة أمام بيتك بهذه الدناءة والحقارة.
نبيل.. ليس لنا من عزاء بهذه الفاجعة الأليمة، والخسارة الكبيرة، إلا ابتسامتك الواثقة وهي تقطع قلوبنا فهي كذلك توحي لنا وتواسينا بأنك كنت كبيرا وفي المسار الصحيح، وبأن هذه العملية الغادرة بكل لؤمها وخستها كانت معبرة بأنك تلقى نهايتك كما يلقاها الكبار ليتم تخليدك أكثر بالقلوب والذاكرة الشعبية والوطنية. لكنه رحيل مبكر يا نبيل، رحيل مؤلم وحزين، تختلط فيه مشاعرنا بين العزاء وعمق الحزن ووجع الفقدان وكأنه اختلاط المشاعر في نقلك الأحداث المرعبة.
عشت كبيرا وشاهدا ومت شهيدا وعظيما، كأنك تسخر من الموت وتلعن قاتليك وتشفق عليهم، فلك الرحمة والخلود، ولنا الوجع والحزن، ولقاتليك الخزي والعار.