محمد عبدالرحمن
الإخوان "البائع" أردوغان "المشتري".. صاحب الحق يستعيد سقطرى
سقطرى جزء من الجنوب، والجنوب على الطريق الصحيح الذي يضع قضيته في محل الاهتمام الإيجابي لحلها بشكل عادل، عادت سقطرى إلى الجنوب بعد أن كان الإخوان قد أسقطوها في أيديهم وفي إطار مشاريعهم التركية القطرية التي تبحث عن قواعد لها في الجنوب.
اليوم ومثل كل يوم وأحداث تنكشف سوأة الإخوان، في جزيرة سقطرى التي ضجّوا في وسائل الإعلام أن جنود الإمارات هي من تسيطر عليها، وأن سلاحها ودباباتها وطائرتها وأساطيلها تجرف الجزيرة نحو أبوظبي.
كل ذلك يمكن القول عنه إنه في إطار حملة الإخوان الموجهة ضد الإمارات، لكن الأمر يصل إلى حد استدعاء قوات تركية فذلك يندرج تحت المشروع التركي الذي بدأ الآن في الظهور عسكرياً بعد التسويق الدعائي لأردوغان والخلافة وليبيا تعيش نتائج هذا التسويق الذي نسمع عنه في اليمن.
استطاع الجنوب أن يحطم الإرادة الإخوانية في سقطرى، وأهدر فرصة على الإخوان لجلب القوات التركية والمرتزقة من سوريا كما يحدث في ليبيا، التحرك لاستعادة سقطرى من هذه الجماعة ولو أنه جاء متأخراً إلا أنه خطوة في الطريق الصحيح.
أردوغان أنشأ قواعد عسكرية في الصومال، وكانت سقطرى ضمن مخططه، لهذا لا غرابة أن تستميت جماعة الإخوان في اليمن في المحاولة لإبقاء هيمنتهم على الجزيرة، وبدأوا في تحريك ماكينتهم الإعلامية لصناعة التضليل للرأي العام أن سقطرى في خطر بسبب وجود القوات الإماراتية التابعة للتحالف العربي، وضخّوا كميات هائلة من الشتائم والتهم والتخويف بجرف الجزيرة وسحبها إلى الشواطئ الإماراتية.
لم يعد هناك أي مبرر للإخوان في هجومهم على الإمارات وبالذات بما يتعلق بسقطرى، لم يكن هناك جندي إماراتي واحد ساهم وساعد القوات الجنوبية، كل الحجج الواهية لهذه الجماعة سقطت، وثبت أن حديثهم وصراخهم كان تمهيداً لإهداء الجزيرة لأردوغان، وبانتصار سقطرى سقط هذا الأمر، والجزيرة لن تكون إلا جنوبية ولأهلها.
لا بد أن يستعيد الجنوب كل مدنه من جماعة الإخوان، ولا بد للشمال أن يستعيد كل مناطقه من جماعة الحوثي والإخوان، الحرب لها وجوهها الفارسية والعثمانية، واليمن أرض أطماع تاريخية لهذه الوجوه، ومحاولات للسيطرة المتكررة، وما تقوم به جماعة الإخوان والحوثي إحدى هذه المحاولات.
البكاء الإخواني على سقطرى لم يحدث مثله على الجوف التي دخلها الحوثي وجرفها بقضها وقضيضها، ولم نسمع مثله على أي منطقة في الشمال دخلها الحوثي بصورة دراماتيكية وكانت تحت سيطرة الشرعية، هذا ما يجعل أن الجنوب في طريقه السليم لإعادة الأمن والاستقرار وإعادة بوصلة الحرب لإنهاء أسبابها الرئيسية التي حدثت في صنعاء قبل أعوام.