جلال محمد

جلال محمد

رجاءً لا تذكِّروا الإصلاحيين بصنعاء

Monday 20 July 2020 الساعة 06:31 pm

تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات لكتاب "إصلاحيين" كنا نحسبهم رواداً، وقد انغمسوا حد الثمالة في خلق تبريرات واهية وإلصاق أكاذيب مكشوفة يغطون بها على جرم الإخوانج المشهود في تعز واليمن عموماً وفي الحجرية بشكل خاص.

أقلامهم وألسنتهم مسخرة لخدمة مشروع التمكين الإخواني وفق المخطط القطري- التركي، كما سخروا جهدهم وعقلياتهم التآمرية ضد اليمن واليمنيين خدمة لذات المشروع التخريبي الموكل إليهم تنفيذه، وفي سبيل ذلك سقطوا وقتلوا واغتالوا وغدروا بكل قيادة وطنية عسكرية أو سياسية.

وابتدعوا قصصا وأوهاما لا أساس لها في أرض الواقع، ومهما ادعى أولئك الكتبة المأجورون والقادة المأمورون، فلن يقتربوا من الحقيقة لأنهم يخافونها ويخشون أن ينكشف زيفهم.

منذ اختلاقهم المشاكل ضد أبو العباس، واغتيالهم للعميد عدنان الحمادي، وأبو الصدوق، ووقوفهم خلف كل جريمة نكلت بتعز وأهلها، وتخادمت مع الحوثيين ومشروعهم، لن تجد إلا الكذب والتزييف واختلاق المبررات لأفعالهم.. باختصار نستطيع أن نقول إنهم يفصلون لهم قميصا ليلبسوه، وعذراً ليغدروا ويقصوا كل من لم يؤمن بمشروعهم الإخواني العابر للحدود والخائن للوطن.. فيحسون بالسعادة أنهم قد سيطروا وتمكنوا من تحريك الشرعية كما يشاؤون وبها وعبرها يزيحون عن طريقهم كل وطني غيور.

الججرية التي لم تشكل يوماً باب شر، أو حلقة تآمر على تعز خاصة واليمن عموماً، المنطقة التي تحولت إلى ملاذ آمن للفارين من جحيم الحرب، ومناخ خصب لكل من يستثمر، نظراً لنسبية الأمن والاستقرار الذي تحقق لها بجهود أبطال اللواء 35 وقائده الشهيد، وحكمة أبناء المنطقة أيضاً، ما كان لها أن تبقى كذلك وعشاق الخراب والإرهاب من الإصلاحيين قد جعلوها ضمن دائرة الاستهداف، وفق ما أمرت به "الدوحة"، فكان لا بد من افتعال المشاكل وتأجيج الرأي العام "الإخواني" ضد هذه المنطقة، تارة تحت مسمى مطلوبين أمنيين، وأخرى تحت مسمى (تسلل وتمدد لقوات المقاومة الوطنية) ومرة يقولون (تغيير ديمغرافي)!!!

اليوم وقد سلم لهم العاق لوطنه والمرتهن لنومه "هادي" تعز والحجرية، ومكن لعلي محسن وإخوانه الإصلاحيين في تعز والحجرية، يا ترى هل وجدوا مطلوبين أمنيين من أبناء الحجرية، أم أن المطلوبين والإرهابيين قد أصبحوا في قوام قوات "الشرعية الإخوانية" وحشدها ومحور تعز وقياداته بشكل خاص!

هل وجدوا جنوداً وسلاحاً وخططاً لدى العوائل النازحة للسيطرة على الحجرية والتربة وتعز؟! أم وجدوا مجرد عوائل شردتها الحرب، وأرهبتها المليشيات.

لن يعترفوا أبداً بجرمهم وجرائمهم، ولن يعترفوا بالحقيقة لأنهم حينها لن يجدون سبباً في عدائهم وإرهابهم، ولا مبرراً لخيانتهم لوطنهم، مهما تدرثروا بالوطنية وتحدثوا عن أشياء يفقدونها كالحرية والشجاعة والكرامة.. لأنهم أساساً ينطلقون وفق مؤامرة رُسمت وترسم في أنقرة والدوحة وطهران.

كما أنهم لا يستطيعون الحديث عن مشروع وطنيٍ جامع مشرف، فلا مشروع لديهم غير مشروع القتال والتدمير.

لذلك المتاح الآن، هو الوهم اللذيذ.. واختراع عدو ليس له وجود.. ويتخيلون انه في الحجرية أو الساحل، أو المحافظات الجنوبية، وانه من حزب وجهة معينة يجب شتمها.. حتى تكتمل حبكة القصة.. لا يريدون أن يذكرهم أحدٌ بأن صنعاء مأسورة ترزح تحت ظلم وظلام، والواجب تخليصها ليتوجه الجميع وينصهروا في بوتقة واحدة هي بوتقة الوطن وبمشاركة الجميع بلا استثناء