رهينة الغربتين

رهينة الغربتين

تابعنى على

عدن...

Friday 24 July 2020 الساعة 07:39 am

هناك في ركنِ المدائنِ

أرَى عدنَ....

في رياضِ الفلِّ ألمَحُهَا....

في احتراقِ الشوقِ 

في زحفِ السيولِ.....

وأرى التفاصيلَ الصغيرة....

والطقوسَ المستديرة.....

وسوقَها الزاهي العتيق ....

والشمسُ تنسربُ الضياءَ....

أرى باذيب وعطروش 

والقُمندانَ وفيصل والندى..

 والخمائلَ والجداولَ

 والسنابلَ كلها.....

حقاً أراها ليسَ حُلماً...

وأرى أخي في الشارعِ الخلفي..

يُنظمُ مَركباتَ السائرينَ....

 يحاولُ أن يغطي

 ما تكسرَ

من إشاراتِ المرورِ....

وألمحُ ها هناكَ ضابطاً 

في الأمنِ....

 لم تُصرف رواتِبَهُ

 منذُ الشتاءِ.....

وأرى بقايا الحربِ...

تُفصحُ عن خبايا حِقدِ

إخوتِنا الكبارِ.....

وكيف سالت دِمانا

في ثنايا الطيشِ...

في وهمِ السرابِ...

وأرى دكاكينَ تفوحُ

 بالحناءِ ولحن الفلِّ..

تكدست فيها البضائعُ والرقائعُ..

تشتهي فَيضَ الزبونِ....

إني أراها هاهُنا...

جسدي ببيروتِ الأنيقةِ...

لكنَّ قلبي في عدن..

تَعلق في فضاها...

عدنُ التي تشدو....

غناءَ العاشقين....

وبوحَ العابرين...

وتمتهنُ البقاءَ..