عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

أمراء الحرب: أسماء وعناوين بارزة في المعركة القادمة

Wednesday 05 August 2020 الساعة 03:45 pm

في وقت سابق وبعد اغتيال العميد عدنان الحمادي، تم إكمال خطة السيطرة على (بوابة المندب) "الحجرية" في إطار جهود مُكثفة تقوم بها خلية يقودها الجناح العسكري حمود سعيد المخلافي، بينما تقود جناحها الإعلامي السياسي المتحولة توكل كرمان، بإشراف عام من دائرة الإخوان المسلمين.

بعد أن تمكن الإخوان الإرهابي من اغتيال "اللواء عدنان الحمادي"، أصبحت قواته العسكرية خصماً للإخوان، بينما قوات "طارق والعمالقة" صارت العدو، ولهذا تجد المال والإعلام القطري حاضراً لتفكيك هذا الخصم بطرق ناعمة، مستغلين الفراغ الـذي تركه رحيل عدنان، تتغير وتتبدل هذه الطُرق وفق أبجديات العمل المشروط بالحفاظ على المزاج السائد للمجتمع الرافض للحرب (وهي الحاضنة الشعبية للواء 35)، لذا تجد إصرارهم المُفرط في فرض قرار تعيين قائد اللواء 35 مدرع، مستغلين بتحركاتهم اسم وشعار الدولة، في محاولة لتسخير هذه الأدوات لإسقاط (بوابة المندب) "الحجرية" تارةً بذريعة إلقاء القبض على المطلوبين أمنياً، تماماً، كما فعلت مليشيا الحوثي بداية الحرب عندما فرضت حضورها داخل مؤسسات الدولة بحجة مكافحة الفساد، ومرة أخرى تحت مبرر تواجد طارق في الحجرية. 

تسعى هذه الترتيبات إلى تقسيم اللواء 35 مدرع وتشتيت قواته التي كان قد عمل اللواء عدنان على بنائها منذ بداية الحرب، كتكتيك ضمن ما يتطلع له الإخوان المسلمون في السيطرة على تعز المندب، بينما أستراتيجياً يأتي في سياق تحركات الدولة العثمانية الساعية لإعادة حضورها في الشرق الأوسط ضمن خارطة النفوذ الجديد، خصوصا بعد أن خفقت دخولها الاتحاد الأوروبي.

على ميدان الاستقطابات تتجدد مساعي تركيا وقطر عن طريق أدواتهما في الداخل اليمني، مُنذ أن بدأت "توكل كرمان" مطلع 2012م، عندما أوكل لها الجانب الإعلامي، حتى صارت تملك قناة بلقيس وشاركت في يمن شباب وحضرت إلى جانب "المرزوقي" في افتتاح قناة الشرق باسطنبول نهاية 2015م، وتبنت كثيراً من الشباب العاملين على منصات التواصل الاجتماعي وكثراً بأسماء وهمية. 

تطور عمل توكل على صعيد آخر، منتصف 2016م بعد لقائها المتكرر مع "أردوغان" ثم "مولود جاويش أوغلو، وزير خارجية تركيا في وزارة الخارجية التركية بأنقرة، لكن هذه المرة تحت يافطة الأعمال الإنسانية والإغاثية، وهو ما أكدته المذكرة رقم (1743) الصادرة بتاريخ 10/12/2018م التي طلب فيها الإخوان المسلمون (جمعية الإصلاح الخيرية) بمذكرة صارة بتاريخ 10/13/2018م من محافظ المهرة "راجح سعيد باكريت" تطالب منه التصريح لعدد ستة أتراك الدخول إلى الأراضي اليمنية عن طريق منفذ شحن، بحجة أنهم يعملون في المجال الإغاثي بمنظمة (ihh) ومنظمة دينيز فنري التركية.

يعد التحرك بذريعة الإغاثة الإنسانية أخطر ما تقوم به تركيا عن طريق أدواتها، وإذا حاولنا معرفة من يدير هذه المؤسسة التي ورد اسمها في تقرير "انتليجينس الفرنسي" الذي اتهمها بالعمل لصالح جهاز الاستخبارات التركي وعملياته في اليمن، لوجدنا عقلية السيد قطب في هرم منظمة (ihh)، بينما يترأسها الرجل العقائدي "بهجت أتيلا" .

ثمة مؤثرات عديدة، لا يتسع المقام لسردها كانت أساساً لتحفيز توكل كرمان وحمود المخلافي أن يكونا يد قطر وتركيا في تعز، مؤثرات حولت حمود سعيد المخلافي من قائد مقاومة في تعز إلى قائد الجناح العسكري التركي القطري في تعز، ومن بندقية في وجه الانقلابيين إلى رصاصة في صدر أبناء تعز.

من المعروف أن معسكرات الحشد الشعبي (معسكر يفرس، العفا اصابح، وعدد من المعسكرات داخل المدينة) التي أنشأها حمود المخلافي جاءت بعد أن انفرط عقد التحالفات حين خرجت قطر من التحالف العربي الذي ترأسته السعودية في حربها باليمن ضد الانقلابيين المدعومين من إيران.

كما أن فكرة تحالف الإخوان بقطر وتركيا ليس جديدا على اليمنيين، ولكن ما قاله قائد جناح الإخوان في تعز سالم (عبده فرحان) في الفيديو المسرب، هو عنوان للمعركة القادمة، وعلى نحو أدق، إعلان رسمي لتحديد زمن المعركة.. بالإضافة إلى رغبة الإخوان في محاربة "طارق" في الحجرية لاعتقادهم بأنها بيئة ملائمة وخصبة لمعركتهم، ولكونها تمثل في مخيلتهم مخزونا بشريا لإدارة المعركة. 

ومن أهم ما يميز هذه العناوين اليوم أنها أصبحت واضحة للناس ولا يمكن أن تتستر بهويات أو كيانات أو شعارات مهما حاول الإخوان الترويج أو التزوير أو التدليس لها، وعليه فإنه على المجتمع فهم سياق المعركة القادمة حتى لا يتحولوا جميعاً وقوداً لها، كما هي المسؤولية تقع على اللواء 35 مدرع في الحفاظ على مسرح عملياته ومنع أي تحشيدات عسكرية قادمة أو طارئة على المنطقة.