بكل وضوح كشف القائد العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح اليمني) المدعو عبده فرحان والمكنى (سالم) عن تحالف حزب الإصلاح وجماعة الحوثي، وتبعيتهما معاً لإيران، بعد أن ظل الإصلاح وأتباعه يتهربون من هذه الحقيقة الماثلة أمام الجميع، وينكرون التخادم القائم بينهم كعملاء للدوحة وخدام لمصالحها وحلفاء لحلفائها وبين الحوثي كذراع إيراني مخرب في اليمن.
سالم الذي نُسبت له الكثير من التجاوزات والجزائم التي نفذتها مليشيات الإصلاح في تعز، بدا في تسجيل مسرب منتشياً بما يروج له من وعود حول تدخل تركي في اليمن لصالح جماعته (الإخوان المسلمين)، ومفاخراً بمدى التنسيق القائم بين الإصلاح والحوثي في ميدان المعركة وواحدية العدو لديهم، مهما ادعى كل طرف منهم عدائيته للآخر.. وللأمانة لم يكن مفاجئاً هذا التصريح فالمتابع لمجريات الأحداث منذ الانقلاب الحوثي وحتى اليوم يعلم مدى التنسيق بين الإصلاح والحوثي، ويتعجب للامبالاة التحالف بذلك رغم درايتهم بخيانة الإصلاح وتناقضه.
كيمنيين نعلم أن معركة الإصلاح لم تكن يوماً من أجل الوطن، بل تنفيذاً لأجندة قطر، وندرك تماماً قدرة هذا الحزب وقياداته (سياسية وعسكرية) على التلون والانتقال من النقيض إلى النقيض تبعاً لمصالح شخصية وحزبية تخدم مخطط التنظيم الدولي للإخوان.. كما نعلم أن الحرب لديهم لا تعدو أن تكون باب رزق يستثمرونه ويعملون على ديمومته وما قاله (سالم) حول رغبته ومليشيات الإصلاح لتفجير الأوضاع عسكرياً نحو المخا والساحل يعد خير دليل على ذلك.
"الميناء حقنا" و"بانفتح المخا"، كلمات حضرت لدى الإصلاح ومليشياته عندما أصبحت المخا والساحل الغربي في يد قوة يمنية تعمل على خدمة الوطن ودحرت الحوثي ومليشياته وتقف له ولخروقاته بالمرصاد رغم التآمر (الأممي والشرعي) عليهم ومنعهم من استكمال تحرير الحديدة وما بعدها... حضرت المخا في خطابات وتحشيدات الإصلاح بعد أن غابت لسنوات وهي تحت وطأة الإرهاب الحوثي، كما تغيب اليوم الحوبان المفصولة ب(طربال) يخاله الإصلاح ومليشياته بأنه (الردم) الذي صنعه ذو القرنين!!
المهم... بلغوا السفير السعودي أن رهانه وإصراره على تلميع الإصلاح وقياداته جلب العار لدولته، وحول دعمها المادي واللوجستي هباءً للرياح، وبفضل توصياته وضع السعودية ألعوبة في يد الإخوان وعرضة للابتزاز تارة بالتودد للدوحة وأنقرة وتارة بالتقارب مع طهران، ولن يتوقف الأمر عند (سخرية وتهكم) الإصلاح وتابعيه من السعودية ودورها في اليمن، بل بقتال إصلاحي شرس في صفوف كل من يسعى للإضرار بالسعودية خاصة والخليج عامة، أما اليمن فهو ارض مباحة ما دامت جماعات الإسلام السياسي تتصدر المشهد، والشرعية البائسة تغط في نومها العميق.