محمد عبدالرحمن
اللواء 35 مدرع.. القلعة التي عجزت ميليشيا الإخوان عن اختراقها
هو آخر ما تبقى من المقاومة الحقيقية المنضوية تحت مسمى نظامي في تعز، وأول رصاصة كانت ضد الميليشيات الإيرانية جاءت من بندقية جندي في اللواء 35 مدرع، احتضن تعز ودافع عنها وقدم القرابين من أجلها، ولأنه رمز الولاء والفداء والمقاومة الحقيقية، فإنه عرضة للهجوم ليس من الميليشيات الإيرانية وحسب، بل والميليشيات الإخوانية التي تعمل لحساب تركيا وقطر.
بعد أن عجزت ميليشيا الإخوان عن اكتساح وهدم وطمس وتفتيت اللواء 35 مدرع، دأبت على استعمال طريقة جديدة وقذرة، حيث تستفرد بالاغتيالات الفردية كل من تستطيع الوصول إليه من منتسبي اللواء، سواءً أكانوا ضباطاً أم أفراداً، اغتالت في بداية الأمر رأس اللواء وقائده العميد عدنان الحمادي، والآن تستفرد بالضباط والأفراد.
هاجمت بيوت منتسبي اللواء في وسط الظلام كاللصوص، تريد أن تنتقم بأي وسيلة من كل شيء يرتبط باللواء، أي جماعة هذه التي تدّعي تمثيل الشرعية وهي تلاحق وتغتال وتهاجم من يقاتل ويقاوم من فتك وطرد الشرعية من صنعاء، ذلك الادعاء هو فقط شعار لتغطية ممارساتها ضد الشرعية نفسها، وضد كل من يقف في وجه الحوثي.
بعد أن عجزت عن استمالة المجتمع في الحجرية وتعز ككل إلى صفها ضد اللواء 35 مدرع، وبعد أن تعبت من ملاحقة منتسبيه من الضباط والأفراد بالاغتيال والتهجير والتشريد، بدأت الآن تستخدم طريقة فكيّ كماشة مشتركة مع الحوثي، حيث ميليشيا إيران تهاجم اللواء من جهة الصلو، وتتحرك ميليشيا تركيا لمهاجمته في الحجرية، من أجل أن تشتت قوته وتركيزه، ولإجهاضه بقوة وبسرعة.
الحديث عن حالة توافق واتفاق بين ميليشيا الإخوان وجماعة الحوثي، هو مرحلة تجاوزها الواقع، وأصبحت لا تتضمن شيئا جديدا، ولم تعد ميليشيا الإخوان تخفي أو تنفي ذلك، إنها تجد في ذلك التعاون والتوافق فرصة كبيرة للتخلص من كل ما هو متعلق بالجمهورية وبالدولة والنظام، لأن الجماعات الإرهابية لا تعيش إلا في ظل الفوضى والحروب.
في الوقت الذي تطوق ميليشيا إيران مدينة مأرب، تتحرك ميليشيا تركيا لمهاجمة الحجرية تساندها نفس الميليشيات التي تهاجم مأرب، بعد أن عجزت في التخلص مما يؤرق تواجدها بكل الوسائل، لكنها ستفشل مرة أخرى، ولن تستطيع أن تحقق ما تريد، لقد تعب المجتمع من مكائد وحيل كل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان والحوثي.
حالة من الحقد والكراهية تسير عليها جماعة الإخوان، وهي تدرك أن المجتمع لا يطيق بقاءها وسيطرتها، لذلك تمشي في محاولة إنهاء تواجد هذا اللواء المقاوم، لأنه الوحيد الذي يقف في وجهها كوحدة مقاومة لا تقبل الاهتزاز أو الميل نحو ميليشيا إيران كما فعلت جماعة الإخوان.