أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

السفير في صنعاء

Sunday 18 October 2020 الساعة 08:43 pm

خبر قابله النشطاء بالنكات، لقد تعلموا خلال الفترة الماضية ابتكار النكت بنفس القدر الذي تعلّم به الحوثي العمل على الدرونز.

خرجوا يسخرون من أن السفير الإيراني وصل لصنعاء عن طريق التهريب، وبكل سطحية أيضاً يتحدثون عن الخبر، وكان الأحرى أمام حدث سياسي كهذا أن يبحثوا عن مواطن الفشل الذريع المصاحب لكل سنوات الحرب.

ينبغي على الجميع أن يخرجوا يتساءلون:
لماذا السفير في صنعاء؟
لماذا في هذا الوقت بالذات؟
وما الذي يمكن أن يتبع هكذا حدث؟

أنا أرى منذُ مدّة طويلة ترجع للأشهر الأولى من هذه الحرب أنهم ومن خلال المكونات المسلحة وتواجدها في مناطق جغرافية مختلفة وكيف تعامل معاها (أي تلك المجاميع المسلّحة) كيف تعامل معها التحالف العربي، كيف نشأت وكيف تفكّر وعن مزاج تلك المجاميع بدأت الهواجس في رأسي تثرثر عن أقاليم تستشرف اليمن ولكنها تخطو على واقع دموي وألم وثمن غال.

ظلت الأفكار تتأرجح في رأسي بالرغم من أني بعيد عن المشهد والحدث الحقيقي إلا أنها ظلت تتأرجع بقدر تأرجح الجغرافيا أو الجيوسياسية.

حاولوا إسقاط عدن مرتين، حاولوا إسقاط الضالع مرّتين، طردوا النخبة من شبوة، وقعوا في استكهولم وبنى المحاربون في الساحل مدينة للمستقبل، دعموا مجاميع الإخوان في مأرب وشبوة رغم اختلاف الأيديولوجيا ورغم أن الإخوان مصنف لديهم جماعة إرهابية، كان الطربال كافياً لوأد معركة تحرير تعز، لمّعوا الحوثي بطريقة غريبة، لقد اتفق الجميع على ذلك.. قلتُ لنفسي فعلاً لقد اتفقوا على ذلك.

ثم سألت نفسي مراراً وتكراراً بلسان الحال والمقال ومغرداً لماذا الحرب إذاً؟ وأجبتها: في كثير من الأنحاء حول العالم لم يأت التقسيم على الورق، ولو كان كذلك لما قبل به النّاس، التقسيم يأتي على ظهر دبابة وتعززه الدماء والجثث وترسم حدوده القبور والأطلال.