جلال محمد
مهام الانتقالي الجسيمة للحفاظ على الشرعية وحمايتها
منذ فترة طويلة والمجلس الانتقالي الجنوبي يصارع بقوة لإنقاذ المحافظات الجنوبية من جنون الإخوانج وإرهابهم، ومن تسلط النافذين، والحقيقة ليست هذه المعركة الوحيدة التي يخوضها المجلس الانتقالي، فهناك معركة وطنية ولنقل أيضاً إنسانية تتمثل في حماية الشرعية وإنقاذها من "بعضها"، والحفاظ عليها كمؤسسة وطنية يفترض أن تكون مظلة للجميع، وراعية للكل، لا منحازة لطرف، أو مختطفة من حزب، وهذا ما لم تفهمه الشرعية وقيادة التحالف لحد الآن.
لم تفهم "قيادة الشرعية" وكذلك التحالف، أن سيطرة جناح معين وفصيل وحيد على الشرعية لا يخدم الوطن والقضية اليمنية التي باتت تؤرق العالم بما خلفته من مأساة لشعب بأكمله، وأن تلك السيطرة وفرض لون واحد وفكر واحد لا يختلف أبداً عما يقوم به الحوثي في صنعاء المختطفة قسراً، فالإصلاح يريد شركاء "كرتونيين" لا يرون إلا ما يراه اليدومي، ولا يعملون إلا ما هو في صالح "علي محسن"، ولا يقدمون إلا ما يزيد من شقاق المجتمع وابتزاز التحالف، وفقاً لمخطط أعد في الدوحة وأنقرة، ولذا لا يقبلون أي شريك شجاع، يعمل لأجل اليمن، ويدفع نحو تحقيق السلام سواءً بالنصر العسكري أو التفاوض السلمي وبما يحقق الأهداف العامة التي تتخندق خلفها "الشرعية"، بغض النظر تم رفع العلم الجمهوري في مران أو لا!!
لا يريد الإصلاح شركاء له رأي وموقف تجاه مؤسسات الدولة وإداراتها، ومحاسبة أو على الأقل وقف الفساد الحاصل فيها، فالإصلاح يرى في المرحلة الحالية مجرد مرحلة تمكين للحزب وأتباعه وسيطرة كلية على كل المؤسسات، بالإضافة لكونه يعتبر المرحلة، مرحلة إثراء مادي وتحقيق أكبر رقم من المبالغ المالية التي ينهبونها من التحالف تحت مسمى (دعم للجبهات) أو من عوائد نفط وغاز مارب، ولأجل ذلك لا يقبلون بشريك يحمل هم الوطن أو مؤمن بقضية وطنية، يريدون معهم من يأخذ حصته من الفتات ويعكف على تمجيد الرئيس النائم ونائبه الهامور!!
ولهذا نرى ما نراه من استهداف للمجلس الانتقالي، ورجال المقاومة الجنوبية والتآمر عليهم، تارة بالضغط على هادي وابتزاز التحالف وتحريك "جيش النائب علي محسن" لمهاجمة عدن أو أبين كما فعلوا في شبوة، وتارة بمد يد العون للحوثي بتنسيق وتوحيد الجهد معه ومنحه جبهات ومساحة شاسعة من خلال انسحابات متفق عليها، ليتسنى لهم تحريك قوتهم من أماكن يفترض أن تكون فيها نحو مناطق محررة كما هو الحال في انسحابات نهم والجوف وحتى خذلان مأرب، والتوجه نحو شقرة وغيرها.
ما يقوم به المجلس الانتقالي ليس عداءً للشرعية بقدر ما هو محاولة أخيرة للفت انتباه من تبقى من عقلاء فيها لخطورة الوضع، وخطورة أن تترك الشرعية لهذا السخف والتهريج والاختطاف الإصلاحي، وحتى لا تنتهي أكبر مؤسسة يفترض أن يثق فيها المواطن بعد أن فقد ثقته في مؤسسة جيش علي محسن وأمن بن عديو.