عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

عن الطريق إلى الساحل؟

Tuesday 15 December 2020 الساعة 03:41 pm

شاهدتُ فيلم الطريق إلى الساحل.. والحقيقة لم يكن هناك ما يستدعي كل هذا الضجيج، لأن ما قدم في الفيلم خصوصاً (خاص التصوير) مجرد مشاهد عسكرية عامة ليست سرية ولا مضموناً، كما تحاول الجزيرة تقديمه.. في بلاد يعيش الحرب منذ خمس سنوات وليس هناك ما يستوجب الحديث عنه.. ويمتلك أي إعلامي أو شخص لديه تلفون محترف مثل هذه التوثيقات طالما وهو في الميدان الحربي. 

بعد خروج الإمارات من عدن دخلت قوة عسكرية سعودية أضعاف ما خرجت، بهدف تأمين عدن بعد خروج القوات العسكرية، حسب ما تضمنه اتفاق الرياض. وكان طبيعيا لاتفاقات في دولة تخوض الحرب، ولا يقل أهمية عن قرار تدخل التحالف بشأن اليمن.

تحدث ضيوف الفيلم بحسب توجاهاتهم السياسية، وهذا أمر طبيعي، ولكن السؤال الهام هل تحدثوا عن أهمية الساحل عسكريا أمام قوى الاستقطابات الإقليمية التي تحاول قطر وتركيا وايران فرض حضورها، بل وهل هم على معرفة وإدراك ان تأمين الجزر اليمنية امر يتعلق بالملاحة الدولية ليست الامارات ولا التحالف وحدهم المعنين بالامر، بل الدول الكبيرة التي يهمها هذا الجانب اكثر من قطر وتركيا، بالتنسيق مع مصر التي تعتبر اهم عنصر في التحالف العربي وهي من أوكل لها المهمة في تأمين الممرات المائية والملاحة الدولية.. وبالطبع المتحدثون غير مدركين ذلك، لأن المهمة تقتصر على (ما تحتاجه قطر في هذا الجانب فقط).

حتى الكشوف التي استدل بهم المليكي يستطيع الحصول عليهم من أي عاقل حارة لديه قاعدة بيانات للسكان الجدد في منطقته، والجميع يعرف ان هناك ضباطا وافرادا هربوا بأسرهم من بطش الحوثي إلى تعز وهم مقاتلون في الساحل ضمن قوات طارق، وقد تحدث عنهم الوالد الشهيد بطل الجمهورية عدنان الحمادي سابقا، هذا إذا لم يكونوا كشوفات وهمية يستطيع اي شخص اعداد قائمة بأي اسماء ولا جديد في الامر.

بماذا جاء المليكي غير ذلك!

جاء المليكي بمعلومات تتهم الإمارات باستخدام سفن تجارية لأغراض حربية.

هل هذا ما يهمنا نحن اليمنيين أمام حالة صلف الحوثيين الذين قتلوا الإنسان، ودمروا المؤسسات والمدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات وكل ما طاب لهم في سبيل قتل امريكا وإسرائيل داخل اليمن.. 

قدم المليكي خلال حديثه في الفليم أن الهلال الأحمر يدعم عمار محمد عبدالله صالح (الاستخبارات العسكرية / الامن القومي)، فيما صمت المليكي أمام اكبر فضيحة دبلوماسية في التاريخ عندما دخل السفير الايراني لصنعاء متخفيا باسم جريح.. 

كان الشيء الصادق في الفيلم هو ما تريده قطر عنوان الفيلم "الطريق إلى الساحل" وهو ما تعد له وتبذل له الأموال والمبالغ الضخمة عن طريق أدواتها، وما هذا الفيلم إلا تمهيد لهذه المهمة.