حسين الوادعي

حسين الوادعي

تابعنى على

ما بعد "الربيع العربي".. هل يمكن التعايش مع الكابوس؟

Tuesday 22 December 2020 الساعة 03:21 pm

كان لدينا نصف وطن ونصف دولة ونصف حلم.. والآن ذهب كل ذلك وصار لدينا طائفة بدل الوطن، وميليشيا بدل الدولة، وبدل نصف الحلم صرنا نعيش في كابوس مكتمل!

هل يمكن التعايش مع الكابوس؟

ممكن في حالة واحدة فقط.. نسيان كل الأحلام التي سقطت والطموحات التي خابت..

ليس التعايش قيمة ايجابية في كل الأحوال...

كنا نحتج على نصف الحلم، فبأي منطق نستسلم للكابوس؟!

*  *  *

الثوري الذي لا ينقد نفسه ولا يراجع خياراته ليس ثوريا.

وعندما يستمر "ثوار" الربيع العربي في تكرار الإيمان بنفس القناعات التي تبنوها قبل عشر سنوات، والافتخار ان قناعاتهم وخياراتهم لم تتغير قيد أنملة فالمصيبة عظيمة.

لا أتذكر من الذي قال إن اثنين فقط لا يغيران قناعاتهما: الأحمق والميت.. وأخاف ان ينطبق هذان التصنيفان على ما تبقى من ثوار الربيع.

ان مراجعة تجربة الربيع لا تعني أبدا القول إن الانظمة كانت على حق أو إن مطالب التغيير كانت خاطئة.. المراجعة تعني الإجابة على السؤال المركزي الذي يهرب منه الثوار: لماذا تحول الربيع الى انهيارات كارثية وحروب أهلية وأوطان مدمرة؟ 

والإجابة على هذا السؤال يجب أن تتجاوز سذاجة الرد التقليدي: "السبب هو الثورات المضادة".. لأن لكل ثورة أعداء وتحركات مضادة..وعندما تفشل الثورة في مواجهتها فالخطأ خطأ الثورة لا خطأ الثورة المضادة.

الربيع العربي أحد أهم الأحداث في التاريخ الحديث .

 حدث مفصلي صار أسيرا لحماقة الثائر  أو لموته واختناقه داخل كفن اليقينية وإغراء السلطة المستجدة.

لنحتفل بذكرى الربيع.. لكن أيضا لنعد التفكير في الربيع وفهمه بدلا من تحويله إلى كرنفال سنوي للدفاع عن الحماقات...

*  *  *

 لقد تبنى العرب الحداثة والعقلانية والديمقرتطية وحقوق الإنسان رغما عنهم وتحت ضغط التحدي الاستعماري، وهذا هو سبب المشاعر المزدوجة التي يحملها العربي نحو قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان... 

إنه يريدها ويكرهها في نغس الوقت..

يريدها لأن حياته من غيرها جحيم أرضي..

ويكرهها لأن الغرب اكتشفها قبله وجعله مجبرا على تبنيها حتى لا يعلق في كهف التخلف..

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك