أحمد سعيد الوافي

أحمد سعيد الوافي

تابعنى على

ثنائي الأمل في عدن

Tuesday 05 January 2021 الساعة 07:44 am

لقد شكل وجود شوقي أحمد هائل والعميد مطهر الشعيبي، آنذاك، في تعز ثنائيا متناغما لشخصين مخلصين أحدهما محب للمدينة وعاشق لها حد الثمالة والآخر محب للمهنة وللنجاح وللأمن والاستقرار محارب للجريمة والمظاهر المسلحة، وكانت تعز حينها تعيش ظروفا أمنية ومعيشية قبل مجيئهما، وتمكنا من إحداث الكثير لأجل تعز. وقتها.. محافظ يخطو نحو التنمية، ومدير أمن يخطو نحو مكافحة الجريمة المنظمة وإعادة تأهيل الجهاز الأمني الذي عانى الاختراق والتمزق والتشرذم خصوصا بعد سيطرة طيور الجنة التابعين لجماعة الإصلاح على الجهاز الأمني حينئذ..

الكلام يطول، لكنني اليوم أرى أن الثنائي اليوم قد عاد من جديد، لكن من نصيب عدن وبصورة أجمل وأبى من أجل استعادة عافية المدينة الساحرة عدن بعد حرب الحوثي وحرب الإرهاب وقبل كل ذلك احتلال نظام صنعاء الجاثم على صدر الدولة الجنوبية منذ عام 94 والتي لم يتح فرصة لأبناء الجنوب من رجال الدولة أن يستعيدوا أغلى ما نهب منهم والمتمثل في النظام والقانون ودولة المؤسسات التي كانت عليها دولة الجنوب كدولة من أقوى دول المنطقة.

الأستاذ أحمد لملس محافظ جديد شاب لديه من الطموح ما يوازي آمال جيل بأكمله ولديه من الهموم العامة لتركة مثخنة بالفساد الإداري وحروب خفية لأذرعة نظام صنعاء الاستخباراتية عبر أدوات محلية ما يعادل جبل شمسان بثقلها لكنه لا يئن ولا يكترث لذلك ويمضي في خطى ثابتة نحو النجاح متسلح بالإيمان الكبير أن غد الدولة قادم دون شك.

شخص يترجم آمال كل متطلع إلى واقع..

كنت يوما أتحدث إلى زملاء وأقول لهم لماذا لا يستفاد من الأفارقة المتواجدين في عدن بعمل برامج النقد مقابل العمل من قبل المنظمات وتفاجأت يوماً بأنني أرى أعدادا كبيرة منهم يعملون في تحسين المدينة بنفس البرنامج في ظل توجيهات بعمل استفادة حتى يتم عمل حلول لهم من الدولة مع منظمات الأمم المتحدة المعنية، ولتخفيف خطر بقائهم دون ترتيب وضعهم أو ترحيلهم..

في شارع التسعين أمضي كل يوم طيلة سنوات عدة أرى كيف تحول الوسط الترابي للشارع إلى مكان للخردة وموقف القاطرات والسيارات ولمخلفات البناء وقلت في نفسي لماذا لم يتم رفع المخلفات ليبدو جمال الشارع وكيف سيبدو، وما هي إلا أيام وبدأت حملة في ظل إدارة لملس للعاصمة عدن. وكذلك شارع البريقا الرئيسي الممتد إلى المنصورة. وكأن أحمد لملس يسرق كل فكرة جميلة من رؤوسنا ليحولها إلى واقع.. يا الله ما هذا؟!

اشياء كثيرة ترونها جميعا وفرق العمل المتواجدة في كل مكان والتحسن الكبير في خدمات الكهرباء والماء والتحرك الكبير للمحافظ بطريقة مناسبة تستفز الركود والكسل في الاداء الاداري الذي طال كل هذه الاشياء جعلتني اشعر بارتياح كبير وبحجم اكبر من التفاؤل.

انا لا اطبل للمسؤولين ولا احبذ المديح، وتخصصي مشرشخ وناشر غسيل الفاسدين كهواية. لكنني اسند من أجد ان بعض آمالي تتحق على يديه إن استطعت.. فلي كل الشرف انني كنت أول الواقفين إلى جانب الشهيد عدنان الحمادي وعملت جهدي الذي استطيع مع الدكتور أمين محمود وقبلها عملت في ظل ادارة شوقي هائل بجهد مدني طوعي في مبادرات مجتمعية عدة. 

اليوم وجدت نفسي بحاجة إلى أن اكون بجانب الشخص الذي يقرأ افكارنا قبل ان نقولها لأننا نهتدي بهؤلاء النجوم في ظلامنا الدامس في ظل ضياع للدولة وسيطرة عصابات جماعات تركيا وايران على ما تبقى من ملامح دولة كي نمضي بهذا الشفق نحو ما نصبو اليه لتأمين مستقبل اجيالنا من خطر تلك الجماعات. طلبت من خالد السنمي ان يحدد لي موعدا لمقابلة المحافظ الاستاذ احمد حامد ليس لأقدم ورقة مساعدة أو شكوى أو وظيفة بل لنقول له نحن معك وتحت أمرك في أي جهد مدني طوعي.. وقبل أن يتحدد الموعد جاءت الصدفة لأكون معه في جلسة مطولة لأسمع منه كل ما يثلج صدري ويجعلني مطمئنا على عدن ومستقبلها في وجود مثل هذه العقلية الشابة المتنورة الذي يستوجب علينا جميعا اسنادها.. افكار هائلة تعزز من مشاعر الانتماء والولاء الوطني وتوسيع المشاركة المجتمعية بدأ بالتنفيذ الفعلي لها كبرامج لا يعرف عنها الكثير بالتوازي مع مشاريع تنموية قصيرة وبعيدة المدى مع مشاريع تحسين الخدمات العامة والتي نراها كل يوم تترجم على الارض.. سعدت كثيرا وانا أسمعه يقول إنه طالب واتفق مع الجهات المعنية لتفعيل برنامج البورد العربي لطالبي التعليم العالي (الدكتوراه) كون هذا البرنامج يعمل نقلة نوعية في تحسين مخرجات الكادر الطبي وايضا في تحسين دقة التشخيص والتواجد للكوادر في المستشفيات العامة التي ستقام فيها الدراسة للبورد.. سمعت اشياء كثيرة يصعب الحديث عنها في مقال واحد 

‌اليوم ينظم إلى فريق لملس شخصية أمنية فذة، وعقلية إدارية لا تقبل الا بالنجاح، إنه اللواء مطهر الشعيبي الذي ما إن ذكر الا وذكرت سيرة طويلة من النجاحات الإدارية.. مطهر الشعيبي الذي ابتدأت علاقتي به بطردي من قاعة المحافظة حينما اعترضت على تكوين مكون انصار الشرطة وحينما التقيته بعدها جلست وتناقشنا وتفهم موقفي وتفهمت موقفه وعرفت توجهه الكبير في بناء مؤسسة أمنية محترمة.

مطهر الشعيبي لا يمكن لشخص أن يعرفه الا يحترمه ويحترم مواقفه الحازمة، واستغرب من الحملة التي تشن عليه من بعض ابناء الجنوب الذين لا يعرفونه، بالتأكيد والمتأكد منه أنهم سيقفون أمام انفسهم خجلا انهم قالوا فيه ما لا يعرفون كما كانت مواقفنا تجاهه، وهنا انبه أن العواطف لا تبني المشاريع، وأن الانجرار وراء الاشاعات هي بمثابة سلاح يطلق طلقاته نحو صدورنا وبأيدينا عن طريق الخطأ.. هذا الشخص هو ابن عدن ومنتم اليها جسدا وروحا، وفي كل جلسة يسترسل متحدثا عن الدولة وعن النظام الأمني الذي فيه وكان سر نجاحه ايضا في الشمال أنه جنوبي وطبق نظام الجنوب في الادارة كونه شخصية قوية قادرة على فرض ما تعلمه في موسكو وما مارسه في ظل دولة الجنوب قبل الوحدة.. مطهر الذي اتصل به علي عبدالله صالح يوما ما وقال له أفرج عن فلان وهو مدير السجن المركزي فقال له لا يا فندم اعتذر عن هذا أنا لدي وزير وارسل أمرك الخطي لوزير الداخلية وهو من يوجهني خطيا بهذا، ولم يخش على وظيفته وعلى ما سيكون بعد هذا أكثر من خشيته على النظام والقانون.. شخصية لا تبحث عن سلطة ولم يلاحق قرارات التعيين بل يخجل أن يذكر بنفسه لكنه يشتغل وإن لم يكن في السلطة ويتحرك وكأنه مسؤول فيقدم استشاراته وافكاره إلى كل منتسبي الجهاز الأمني فتجد كل من يعرف هذا الشخص يحترمه ويجله.. مجيئ هذا الشخص على رأس المؤسسة الأمنية سيشكل نقلة نوعية وسيواصل مسارا نجح فيه سلفه في محاربة الإرهاب وضرب بيد من حديد وأمن عدن في ظروف صعبة، لكنه لم ينجح في بناء مؤسسة أمنية احترافيه وفق عمل مؤسسي كما كانت عليه دولة الجنوب المسروق منها النظام والقانون أو ربما لم يسمح وفي كلا الحالتين لكل مرحلة رجالها ولن يفهم مثل هذا الا رجال الدولة والمشروع والحريصون عليه، والقائد شلال كان أولهم..

سيشكل هذا الثنائي ومعهما كل الجهود الخيرة من ابناء الجنوب علامة فارقة حقيقية نحو استعادة الدولة الحقيقية في استعادة مؤسساتها، واتمنى من الحكومة أن تكون عونا وسندا لتحسن من سمعة الشرعية التي اخفقت بإسنادهما، واثق أن رئيس الحكومة الشاب سيكون سندا وعونا لهما ولن يتوانى في عمل كل ما يستوجب ليثبت لكل ابناء الجنوب ان في الشمال قوى خيرة وقوى شر قوى تغزو وتخلق الادوات المدمرة وقوى خير تبني وتقف إلى جانب كل الايادي التي ترغب في البناء..

سيواجه هذا الثنائي حربا شعواء، وستعمل استخبارات منظومة صنعاء على مواجهتهما بكل طاقة لتعطيل ادائهما وللتقليل من تأثير خطرهما في استعادة عافية عدن، لأن عافية عدن يعني موتا حقيقيا لمشروع فارس في صنعاء التي اخضرت في ليلة وضحاها وتزداد اخضرارا فارسيا مع كل فشل لأداء الشرعية اليوم لتبقى خنجرا مسموما في قلب الجزيرة.

كما أن عافية عدن يعني اجهاضا لحمل الخلافة العثمانية الذي ينمو في رحم الحالمة تعز ومأرب الإباء والتاريخ والذي يدار من منظومة صنعاء ويستخدم بعض ابناء هذه المناطق ادوات وسيوجهها لمواجهة كل عمل قد يراه خطرا على تواجده..

ثنائي الأمل في العاصمة عدن يجب أن ينتصر ولن ينتصروا الا بإرادة كل الجنوبيين. ومعهم كل رافضي الظلم والقهر، وعشاق الحرية من ابناء الشمال ايضا.. هي مرحلة تحد بين قوى الشر والخير ويجب أن ينهزم الشر وأن ينتصر الخير بإرادة جمعية تقف مع توجهات المحافظ الجميل ومدير أمنها بكل قوة بالكلمة والعمل بالمعلومة ورفعها إلى المسؤول عنها ورقابة التنفيذ بالعمل المجتمعي المنظم بالإرادة الموحدة في استعادة دولة النظام والقانون كخطوة اولى لاستعادة كل الدولة وسيادتها.. 

أمل كبير يحذونا ويبقى على كل أبناء عدن والجنوب المهمة الكبرى في اسناد كل الايادي الممدودة إليهم لانتشال مدينتهم من ركام الحرب. وعليهم مغادرة الكلام في وسائل التواصل والتحول إلى العمل في فرق مجتمعية وجهود طوعية كل من موقعه كي يحتفل الجميع بالنصر يوم ما.