وهل تركت لنا الأيامُ منك شيئاً؟
سوى أسماء كُتبت على الأحجار
لا الريحُ تخدِشُ نقشها ولا الأمطار
.
تستوفي الطبيعة ذكرهم
كنجمةٍ في أول الليل
يحدّقُ بها جنديٌ مهزومٌ من أمام بيته
أحرقت شفتيه جمرُ السجار
.
أمام الشعار
وألوان العلم الجديد
تحت وقع صوت النشيد
أخرج الرصاصة الأخيرة من جيبه
تملّص الرشاش من يده
تضاءل كالعشب في الخريف
لا الليل وعاءٌ لخيبته ولا النهار
.
رمى جحيم الحرب والرجال حين رمى سترته
واحتظن الذكريات بجسده العاري ونام
مهملاً بهيبته ..
بعيداً عن الأنظار
.
ينام الجنود
فتلبس الكرامة ثوب الحداد
ويبتسم الجلاد
ويأتي الربيع بلا مطرٍ ولا ثمار