نقطة نظام......!
ما يجري غير مقبول.
ففي الوقت الذي ننشر فيه بيانات النعي المتتالية كل ست ساعات بمواكب الشهداء، ونتبادل فيهم التعازي، هناك من يتبادلون التهاني والتبريكات.!
في الوقت الذي نواري الثرى جثامين عشرات الشهداء، هناك مبتعثون مجهولو السحنات والوجوه لم تعرفهم الجبهات، ولم يخسروا مقرباً، يتخرجون من أعرق الكليات العسكرية في أكثر من بلد.
ما نصيبنا -نحن في ريمة نظير تضحياتنا- في هؤلاء؟ وكم حصتنا؟
ثلثا جرحانا ما زالت جراحهم متعفنة، وما زالت بقايا الرصاص والشظايا تسكن أجسادهم، ولم يحصلوا على منح للعلاج فما بالكم بمنح دراسية.!
هناك من يجتهد لمنح أبناء ريمة منحاً إلى المقابر ودور الجرحى والمعاقين، ولا أخفيكم أن أغلب الآباء والأمهات بدأوا بفقدان ثالث شهيد من أبنائهم.
هذا مكانكم الطبيعي برأي شلة الخزي والخسة واللؤم.
أصحابنا للأسف تخصصهم متارس فقط، مرابطون فيها على الدوام حتى تقرحت جلودهم وتبدلت أشكالهم من تأثير فيح حر شمس الصيف، ومن شدة البرد القارس شتاءً.
مرابطون باستمرار، وكأنهم لم يُخلقوا لغير هذه المهمات، فيما شلة الانتفاع والتكسُب والاستئثار، تجول في المكاتب والوزارات أثناء الدوام للبحث عن المنح والبعثات والامتيازات، وتجتمع في المجالس المغلقة بعد الدوام لإقرار توزيع الحصص فيما بينهم لصالح أبنائهم وأقاربهم.. وإن وجدوا أحد الآخرين في المدينة أو في السوق لقضاء إجازة يوم، وبخوه وزجروه بطريقتهم واحتسبوه من المخلفين إن لم يتحرك في ذات الوقت إلى الجبهة لينال فيها أجر ومثوبة الجهاد.
الجهاد الذي يتهربون منه، ويبعثون أولادهم للخارج بعيدا عنه.
إلى متى سنظل على هذه الحاله؟
لا بد من البحث عن بدائل، فمن لم يحترمكم ودماؤكم تنزف، فلن ينالكم منه ذرة احترام بعد أن تجف الدماء وتحل المحاصصات.