وضاح العوبلي
اجتماع بائس للقادة الفاشلين.. لا شيء يهم الجبهات
انتهى البائسون الفاشلون العاجزون من اجتماعهم للتو، لا شيء يهمنا أو يهم جبهاتنا وأوضاعنا في اجتماعهم هذا.
لا شيء بشأن الجبهات إلا التقرير الروتيني عنها الذي يقدمه نائب الرئيس (علي محسن الأحمر) القائم على الملف العسكري، والذي اعتدنا منه أن يدس عبارات متكررة عن تحقيق التقدمات المطلوبة في كل الجبهات.
لا يتطرق هؤلاء للرواتب والخدمات، فأفراد وضباط الجيش بنظرهم ممشيين أمورهم من المنظمات والمساعدات والإغاثات، وأمورهم طيبة، ولم يعد لديهم أي حاجة للرواتب أو المستحقات.
نعم هذا ما يتداولونه، غير آبهين أو مكترثين بنا، أو بأحوالنا، أو بأوضاع جبهاتنا، أو بمصير معركتنا.
المهم اجتماع، وتقرير عسكري مُفرغ من أي مصطلحات عسكرية، وكل ما فيه، عبارات لفرش البساط، وتصوير الأمور في أفضل أحوالها من جميع الجوانب.
اللافت للنظر أن عبد الله العليمي، لا يهمل ذكر أن الرئيس "يستشعر معاناتنا"، وهما الكلمتان اللتان يكررهما العليمي في سياق صياغة الخبر على صفحة الرئيس هادي.
لعنة بحجم الكون لكل هذه الوجوه.
* * *
أهم إنجازاتنا بين عامي 2015م - 2020م هي:
شق شبكة طرقات في التضاريس الصعبة والقاسية والمترامية الأطراف في جبال وتباب نهم وصرواح وهيلان، ليستفيد منها العدو لتحركات معداته وآلياته ولإمداد قواته وتعزيزها بسلاسة، وللاستفادة من هذه الطرقات الفرعية في المناورة بحركة الآليات بعيداً عن الخطوط الرئيسية المرصودة، وهذه كلها عوامل مساعدة في معركة الحوثي الأخيرة على مأرب بخلاف ما لم يكن متوفرا له في معركته الأولى على مارب عام 2015م.
نستطيع القول بأننا وفرنا على العدو جهود وإمكانيات ضخمة، وساعدناه بشكل كبير ليصل إلى ما هو عليه الآن، وهذه نتيجة طبيعية، بل وحتمية، لمن يسلك سلوك الفوضى، ولمن يمضي بمعركته وفق مسارات وأجندة تحكمها النظرات القصيرة.
تاريخياً كانت البِنى الهشّة، والخطط العقيمة، مخرجات موحدة لأصحاب الأفكار السطحية والعقول المتبلدة.. ورغم كل ما يأتي منهم إلا أنهم دائماً يعتبرون أنهم في أفضل وضع، وفي أحسن الأحوال، ودائماً ما تكون "المؤامرات" هي الحاضر الأبرز معهم باستمرار، كـشماعة لتعليق كل فشل وإرجاع أسبابه عليها.
يقول المثل الشعبي "ذي ما معه زاجر، ما ينفعه زاجر الناس"
* * *
معطيات الميدان تؤكد:
إننا بحاجة لما يشبه "المعجزة" لنعود إلى ما كنا عليه قبل 2020م.
لا شيء يوحي بأننا استفدنا مما جرى.
ولا شيء يوحي بأن هناك تغييرا جوهريا.
ولا شيء يوحي بأننا نعمل للوصول إلى الهدف الأسمى.
وكل ما نراه ونلاحظه لا يتعدى "قربعة في تنك".
كلما يجري، يثبت أننا ندور في نفس الحَلبة، ونحرث في البحر، ونمضي في نفس المسار التدميري لحاضرنا ومستقبلنا وكذلك مستقبل أجيالنا، ومن لم يدرك هذا اليوم، فسيدرك ذلك غداً.
نتمنى أن تتخلق حركة تصحيح وطنية، من رحم كل هذا العبث والفوضى والفشل.
المكابرة السلبية دائماً ما تكون نهاياتها وخيمة ومدمرة.
*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك.