وضاح العوبلي
مأرب وتجاهل العمل الشعبي.. ألم يَحن الوقت لتفعيله؟
لدينا في مدينة مارب كثافة سكانية تكفي لتفعيل الفعاليات الاحتجاجية والشعبية، لنتمكن بها من لفت نظر المجتمع الدولي إلى حجم الكارثة الإنسانية في المدينة التي تهددها الحرب المتصاعدة باتجاهها.
استثمر الحوثي هذا الجانب إبان انتكاسته في الحديدة، وأرغم كعادته المواطنين على الاحتشاد في ساحاتها وشوارعها بالاكراه، مع أن المعارك كانت قد دخلت عبر عدة شوارع رئيسية في المدينة، وكانت القوات المشتركة حينها على وشك تقسيم المدينة بما تبقى فيها من المليشيات إلى مربعات معزولة عن بعضها، وشل حركة المليشيات فيها بشكل كلي، حسب الخطة المرسومة قبل كارثة استوكهولم.
وبالنسبة لمدينة مارب فما زالت حتى الآن خارج ذات الخطر الذي كان يواجهه الحوثي في مدينة الحديدة آنذاك، وهو ما يفرض على القائمين على المكاتب الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والنخب السياسية والنقابات الطلابية وكذلك السلطة المحلية في مارب، حشد كل الجهود لتفعيل هذا الجانب، بحيث يتم تنظيم فعالية احتجاجية شعبية كل أسبوع على الأقل، مع أخذ الاحترازات اللازمة للوقاية من انتشار عدوى فيروس كورونا بين المحتجين.
لا أدري كيف للإخوة في مارب أن يهملوا هذا الجانب المساند، والذي يمكن أن يحركوا من خلاله، كل هذا الجمود الإقليمي والأممي بشأن استمرار المعارك حول المدينة وبالقرب منها، وهو ما يجعل الخطر قائماً على سكان المدينة، ناهيك عن تعرّض المدنيين فيها لعدد من عمليات القصف الحوثي المتعمد بالصواريخ الباليستية، التي استهدفت الأحياء السكنية والمكتطة، يضاف إلى ذلك استهداف الحوثيين لمخيمات النازحين المنتشرة حول المدينة بصواريخهم أكثر من مرة.
لا بد أن تعملوا لكل ما من شأنه ايصال صوت المدينة ومن فيها إلى العالم، ليتحملوا مسؤولياتهم، أمام هذا الصلف الحوثي، ومقامراته ومغامراته غير محسوبة العواقب، والتي لم يثبت مراعاته يوماً للجوانب الإنسانية، والأخلاقية، والعرقية، والدينية.
ما جرى في تعز أثناء الأعوام الماضية، وما يجري في المنظر والتحيتا والربصة وحيس في الحديدة من استهداف حوثي متعمد للمدنيين والأعيان المدنية، يجب أن يجعلنا نتحرك مبكراً في مارب لرفع صوت المدنيين فيها، وللفت أنظار العالم الصامت إلى حجم الكارثة المترتبة عن أي عمل عدائي حوثي يقترب أو يحاول التوغل من خلاله إلى المدينة المكتظة بملايين النازحين.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك