للتذكير بالأبطال..
الشهيد البطل/ شلال الشوبجي:
هرع إلى جبهة الضالع لمواجهة المليشيات، في الأيام الأولى من شهر أبريل/ نيسان 2019م، بعد أيام قليلة من زفافه، فاستشهد، رحمه الله، بعد أن تمكن من صد الهجمات الحوثية، وحرر بمجاميعه القتالية منطقة العبارى غربي مدينة قعطبة، والتي كان تحريرها فاتحة تحرير المدينة، وباقي ضواحيها الشمالية والغربية.
لحق بالشهيد شلال أشقاؤه الأبطال مازن وأنور شهداء في ملاحم مشابهة، على ذات الدرب البطولي، واليوم يلحق بهم والدهم ومِلهمهُم الأول، المناضل البطل يحيى الشوبجي شهيداً مجيداً مدافعاً عن أرضه وعرضه وكرامته.
لم يذهب الأبطال الأربعة لغزو أحد، ولم يقطعوا المسافات لمهاجمة محافظة أو محافظات أخرى، ولم يكونوا يوماً من الأيام معتدين أو مُتعسفين أو راكبين غيّهُم.. لكنهم في نفس الوقت أشداء مستبسلون لا يساومون على حرياتهم وكرامتهم، وهو الموقف الذي عمدوه بدمائهم، واحداً بعد الآخر، بكل بطولة وكبرياء وشموخ وشجاعة الحُرّ الأبي، وبعزيمة المؤمن الجسور الذي لا يقبل ضيماً، وحاشاهم كذلك أن يقبلوا بالاستسلام والخضوع والانحناء.
سيسجل التاريخ بأحرفٍ من نور، هذه الملحمة البطولية المعمدة بدماء أربعة من أشجع الأبطال الصناديد، هم في مجملهم أب وثلاثة من أولاده، كل منهم استلم الراية ممن سبقه، في مشوار بطولي لم يسبق له مثيل.
كان الشهيد شلال قبل عامين بمجموعة مقاتلين من رفاقه، وأصبح -شلال الشوبجي- بعد استشهاده عدداً من الكتائب التي تشكلت باسم لواء الشوبجي "اللواء السادس مقاومة جنوبية".
وهذا اللواء بقياده البطل/ محمد يحيى الشوبجي كان وما زال وسيظل يمثل رأس حربة القوات المشتركة في جبهات الضالع.
لو لم يكن للضالع ما تفخر به إلا أن هؤلاء الأبطال ينتمون إليها، وتربّوا على تربتها، واستنشقوا هواءها، وسكبوا دماءهم دفاعاً عنها، لكفاها ما قدموه لتشرئب بعنقها على مدى التاريخ في عنان السماء فخراً واعتزازاً.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك