تشتعل القدس وتقاوم وحيدة صلف المحتل وعنجهيته، ويدافع المقدسيون عن مدينتهم، كما هي العادة، بكل ضراوة واستبسال، فهذا قدرهم المكتوب أن يقدموا دماءهم وارواحهم قرباناً للمدينة المقدسة التي لم تجد اي عون عربي أو إسلامي سوى الشعارات والمزايدات طيلة 60 عاما وأكثر، وباسمها قامت دول بتسمية فيالق وأولوية ومليشيات تدعي أنها لأجل الخلاص والتحرير واستعادة كل شبر فلسطيني مسلوب.
واليوم كما الأمس، وكما المستقبل، يعربد المحتل الصهيوني غير آبه لبيانات الإدانة وخطابات التنديد، كما أنه مطمئن جداً وواثق أن عنتريات المتشدقين بعداوته لن تمسه بسوء، فلن يأتيه شر أو أذى من حزب حسن نصر الله الذي يقدم الخطب العصماء، ويمارس الكذب ليل نهار باسم فلسطين والقدس، إلا أن صواريخه وخبراءه مخصصة فقط لانتهاك سياسة البلدان وسحق الشعب العربي من سورية إلى العراق إلى اليمن، ومؤامراته وخدعه وألاعيبه وصلت مصر وإلى جبهة البوليساريو في المغرب ولم تستطع الوصول إلى فلسطين المحتلة رغم قربه منها، ولعل هذا تنفيذ لتوجه أسياده في إيران الذين أسسوا فيلقاً عقائدياً باسم القدس إلا ان كل تخريبه واجرامه يصب في خانة ومصلحة من يحتل فلسطين.
فمنذ أربعين عاما أسس الخميني فيلق القدس ومده بكل الرعاية والدعم والاهتمام، وأوكل له مهمة زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان العربية، فطريق القدس لدى ملالي إيران يمر عبر بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء! وسحق العدو الصهيوني سيتأتى بعد التآمر على دول المنطقة عامة والخليج خاصة، هذا هو فكر وعقيدة وتوجه المتشدقين باسم فلسطين.
خلال هذا الأسبوع العصيب على القدس توقعت كغيري أن نرى مسيرات إيران تضرب العمق الصهيوني على الأقل من باب تنفيذ التهديدات التي لم يستثنوا مناسبة الا واطلقوها بانهم لن يكتفوا بأقل من سحق الصهاينة، وتوقعت ان يرسل حسن نصر الله مجنديه وقتلته المحترفين لمساعدة العُزل في القدس والضفة الغربية، الا ان الواقع غير ما يتخرصون به، فهم الجنود المجندة الوفية للصهيونية التي يلتقون معها في هدف مشترك واحد وهو تدمير العرب وتمزيق الشعوب والهيمنة عليهم.. غير ذلك كلام للاستهلاك ليس إلا.