لم تكن اليمن في موقف مضحك، ومحل سخرية كما هي عليه اليوم ببركة المختل الحوثي، ولفيف المفكرين والمنظرين الذين أصبحوا خارج نطاق التغطية والجاهزية الفكرية، ممن يشيرون عليه وعلى كبار قيادات الجماعة بتلك الأفكار دون أن ينظروا إلى واقعهم وواقع الشعب جراء أفعالهم وما أوصلوا اليمن إليه.
خلال الأيام الماضية عجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات وتغريدات ومقاطع مصورة يرد فيها عدد من الناشطين الفلسطينيين خصوصا والعرب ومنهم اليمنيون على دعوات المعتوه عبدالملك الحوثي ودعوته إلى جمع التبرعات لفلسطين، وتشدقه بضرورة حماية المقدسات وحرمة الدم وغيرها من الشعارات التي دأبت الجماعات الإسلامية الشيعية والسنية المتطرفة والمنحرفة على تسويقها ورفعها واستدرار عاطفة المواطنين المؤمنين بفلسطين وقدسيتها حقاً، لتحويل تلك العاطفة إلى تبرعات ومصدر دخل وطريقة نصب على الناس، والاستفادة من تلك الأموال في تنفيذ مخططاتهم وتمويل حروبهم ومؤامراتهم بعيداً عن فلسطين التي يتشدقون بها.
دعوة الحوثي التي لا تعدو سوى مزايدة من مزايداته التي يطلقها دون أن يخسر شيئا، سبقتها قبل فترة حملة تبرعات لصالح حزب حسن نصر الله في لبنان، ومن يستمع للحوثي وأتباعه سيظن بأن اليمنيين يعيشون ثراء فاحشا يمكنهم من تلبية كل دعوة بلهاء يدعوها الحوثي الذي تناسى أنه وجماعته ومن خلفهم أسيادهم من خبراء الحرس الثوري الإيراني عملوا على إفراغ الخزينة العامة للدولة، ودمروا مؤسساتها، واتجهوا بعد ذلك لنهب مواردها وقطع رواتب الموظفين، وابتزاز التجار بحجج كثيرة، وتناسى أن اليمنيين في ظل (حكمه) بات أكثر من 87% منهم تحت خط الفقر وعلى حافة المجاعة، وبفضل بركته الملعونة ينتظرون الغرب (الصهيوامريكي الاغريقي البيزنطي) أن يمد يد المساعدة لهم كل شهر عبر سلال غذائية وحوافز نقدية ورعاية صحية، لأن العالم أجمع بمن فيهم إيران يدرك أنه _أي الحوثي_ يدير دولة قائمة على جيب المواطن فقط، ولكنه يصر على أن يصور ذاته بغير ما هي في الواقع، وهذا مرض وانفصام يستوجب العلاج.
ومما لا شك فيه أن فلسطين وغيرها يعلمون حقا موقف اليمنيين وثباتهم في نصرة أي قضية عربية، ولم ولن يسخروا من الشعب، بل من معتوه أحال حياة اليمنيين إلى جحيم، وعندما يقارن الفلسطيني وضعه وهو تحت ألعن وأقذر احتلال يجد أنه يعيش حالاً أفضل ويتحصل على رعاية وخدمات وحقوق وحرية يصعب على الحوثي تخيلها أو توفير 10% منها لليمنيين.