في كل يوم ينكشف زيف وخداع جماعة الحوثي، ومن يقف إلى جانبها ويدعمها، وتظهر حقيقتهم التي حاولوا وما زالوا إخفاءها عن أتباعهم ومن يغررون بهم سواءً مواطنين أو أحزابا، أو أنظمة كما هو حاصل في بعض الدول العربية التي تساند الحوثيين.
وكما هي عادة الجماعات الإسلامية، في دغدغة مشاعر الناس، واستغلال عاطفتهم تجاه أي قضية وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية، عملت جماعة الحوثي على المزايدة ورفع الشعارات التي يتغنون فيها بالقدس، وتحرير القدس، وعون فلسطين، ومساندتها، كأداة قوية وسلاح لا يفشل في جذب الناس إليهم لدرايتهم بأن اليمنيين مؤمنين كل الإيمان بفلسطين وقضيتها ولطالما تم استغلالهم في هذا الأمر من الإخوان.
ولأن لكل شعار وموقف ميدان اختبار، تظهر فيه حقيقة الولاء وصدق التوجه والإيمان بما تردده تلك الشعارات، فشلت كعادتها جماعة الحوثي في أول منعطف في اختبار ولائها الصادق تجاه فلسطين، كما فشلت سابقاً أمام تشدقها بالسلام من خلال رفضها لكل صوت ينادي بالسلام في اليمن ولليمن.
وفي دليل واضح على وقاحة الحوثية وكذبها، جن جنون محمد علي الحوثي لمجرد إعلان يحيى محمد عبدالله صالح -رئيس جمعية كنعان لفلسطين، التبرع بما يقارب مليارين ونصف المليار ريال لصالح القضية الفلسطينية، بعد أن وجه طلباً لبنك التسليف الزراعي في صنعاء بإيداع المبلغ في حساب السفارة الفلسطينية حتى تتمكن من إرساله للداخل الفلسطيني وإعانة الفلسطينيين خصوصاً في الهجمة الإسرائيلية على القدس وغزة وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة، ليصرح الحوثي بالرفض التام والقاطع لتحويل أي مبلغ، ويطلق صفات التخوين والارتزاق في إشارة للعميد يحيى صالح المعروف بمواقفه المحايدة في الداخل، ولكن يبدو أن الحوثيين يعملون وفق مقولة أبيهم (بوش) الأمريكي إبان غزوه لأفغانستان (من لم يكن معنا فهو ضدنا) والحوثيون من لم يكن معهم ومن لم يمنحهم ماله وجهده ولم يكن من سلالتهم فهو ليس منهم بالطبع!.
ما قام به يحيى صالح كما يقال (ضربة معلم)، وحركة ذكية وتعرية كبيرة للحوثيين الذين يتشدقون باسم فلسطين والدين عموماً، وحشرهم في زاوية ضيقة، إما أن يرسلوا الأموال التي تبرعت بها الجمعية لصالح فلسطين كون تلك الأموال أمانة من خلال (تبرعات ومساهمات وعطايا المخلصين من أجل فلسطين) وبذلك تكون الأمانة ردت لأهلها، أو تظهر الجماعة بمظهرها الحقيقي بأنها مجرد جماعة نهب وعمالة وسرقة لأموال الغير، مهما تشدقوا بالشعارات وغرروا بالأبرياء... الكرة الآن في ملعب الحوثي، الذي أثبتت الأحداث أنه لا يجيد سوى كل سوء ومنكر.