عادل البرطي

عادل البرطي

تابعنى على

وجوه من المنفى والتهجير القسري

Tuesday 25 May 2021 الساعة 07:05 pm

قد تجمعك بهم صدفة ما أو مجلس مقيل لترى ذلك الأسى والقهر الذي يعتصر أفئدتهم المملوءة بالجراح من غدر الشريك وخسة الحاكم ووضاعة الواقع ونكران الجميل.

كانوا أول من قدم روحه وماله ودماءه من أجل تعز الحرية والكرامة. 

كانوا هم الطلقة والبندقية وهم القلم والمترس وهم المؤسس والمؤسس منه وبه، وهم من بادر دون تعاليم وأوامر التنظيم والممول ليتصدوا بما لديهم من إمكانيات لآلة الحرب الآتية من كهوف الكهنوت ودياجير ظلام المذهب والعمالة.

لم يتوانوا لحظة في رفع يد المقاومة الشريفة في وجه ذلك المد الفارسي الممزوج باياد تلطخت بالتبعية وملشنة الحياة، فقادوا نضالا بفتات من رصاص وعتيق بندقية صدقت طلقتها فكانت بشائر التحرير تدك معاقل ومرابض مدافع السلالة والعبودية.

تنظر اليهم لتقرأ كتاب مجد خلد أساطير البطولة والخلود تكسوه أطنان من غبار الخديعة، لان هناك من حاول، وما زال، أن يطمس آيات الحرية فيه ويركنه على رف عتيق حتى لا تصل إليه أعين عشاق تلمود الشرف في المقاومة.

إنهم يا صديقي المهجرون قسرا والمبعدون ظلما من تعز من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي فيها بعد أن قدموا لها ما لم يقدمه أحد، وكانوا القبس المتوهج في انارة الطريق للمقاومة التي تولى الكثير ممن يتصدرون المشهد حاليا في تعز من الاندماج فيها الا بعد ان حققت انتصارات وسالت دماء واضاء بريقها شوارع المدينة ليتسيد بعدها الارهاب افياءها وليتحكم فيها التنظيم والجماعة في هزلية سمجة للحظة من زمن غث أنكر فية الوطن ونودي في منابره للعمالة.

بعد أن صدح كانت الطلقة الأولى للمقاومة التي أطلقها القائد الشهيد المغدور اللواء الركن / عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع والتي كانت ايذانا وأذانا للأبطال أن البطولة والمجد ينتظركم كان الرد من هؤلاء الاماجد أن سمعنا ووثبنا وكان لهم سبق الخلود في ان يكونوا المشاعل الاولى فمنهم من اسس الجبهات الاولى كجبهة الضباب وكتائب الشهيد عبدالرقيب نعمان، ومنهم من استنفر لجمع قطع السلاح التي لم تكن في متناول يد الشباب التعزي، ومنهم من استطاع بكاريزما القائد ان يصنع من سائقي الدراجات النارية اطوادا ومجانيق ترسل لهب المقاومة إلى اكباد غزاة الهمجية والسلالة، فاستمروا بالنضال واستمرؤوا الانتصار.

لم تنكصهم قلة السلاح وانعدام الغذاء، ولم تغرهم ايضا وعود المناصب والمكاسب التي حاولت مليشيا الحوثي اغراءهم بها ولاذوا إلى سلاح يعصمهم من الذل، وكذلك كان.

قدموا اولادهم ومالهم وكل ما استطاعوا من اجل الانتصار لتعز ولليمن بشكل عام غير عابئين بحزب أو جماعة أو قبيلة أو مذهب فمنهم من فقد الابن والاخ والقريب في هذه الحرب ولم يركن إلى زاوية البكاء والنحيب بل انه كلما زاد عناء زاد صلابة وعزيمة حتى انتصرت تعز وتحررت شوارعها وريفها الجنوبي من براثن الكهنوت ومليشيا الكهف المقيت 

مؤلم جدا ان يكون مصير هؤلاء الثلة من ابطال تعز التهجير والابعاد عن وطنهم لانهم آمنوا بالحرية والكرامة وصنعوها بدمائهم وارزاقهم وارواح احبابهم ومحبيهم ثم تاتي مليشيا من لا يؤمنون بالدولة والمواطنة المتسلقون المتاجرون بالدم والوطن والدين لتبعدهم عن عشيقتهم تعز بل وتنكل فيهم شر تنكيل فمنهم من خونته وتآمرت عليه، ثم وبادواتها الرخيصة اغتالته جسدا بعد ان حاولت اغتياله وطنيا ومنهم من استباحت منزله واحرقت ممتلكاته ومنهم من ذبحت ابنه وسجنت مرافقيه ومنهم من داهمت بقضها وقضيضها قريته واسرت شائبه وطاردت اسرته ومنهم ومنهم ومنهم... قائمة تطول من الانتهاكات التي مارستها مليشيا الاخوان في حق اخلص ما انجبت تعز واول من افتداها بدمائه.

يوسف الحياني رئيس قطاع الطلبة والشباب في المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز هو احد هؤلاء الأبطال الذي ركن الانتماء والحزب والتنظيم جانبا حينما نادته تعز فقال وبملء فيه لبيك أمي ولم يتوان لحظة في نصرتها.

شاب خلوق محبوب بين اوساط مجتمعه في المدينة القديمة والاجينات والجحملية وكل شوارع تعز استطاع ان يجعل هذا الحب له في قلوب الشباب عشقا وهياما وفداء لمحبوبته تعز بين اوساط الشباب فجعل صاحب الدراجة النارية يبيع دراجته ليشتري بثمنها بندقية للحوض عن شرف تعز واقنع الطالب والبائع والمتسكع في اروقة المدينة ان يكون مدفعا في وجه الآتين من خلف الظلام الاسري وبذل ماله وجهده للتحرير بسلاحه ودمه. 

أصيب أكثر من مرة وعاد إلى ساح الوغى غير آبه بجراحه وغير متمكن فيه اليأس فتعز والحرية غاية وهدف وليست نزهة في يقينه وضميره فاستحق ان يكون عضوا في مجلس تنسيق المقاومة في بدايتها عندما تخلى الآخرون عن تعز لاجل الجمعية والمتجر.

له فضل غير مسبوق في الدفاع عن جبل جره من اشرس هجوم كانت تريد المليشيا الارهابية الحوثية الاستيلاء عليه لتستطيع دك تعز عن بكرة ابيها فكان له ولابناء المدينة القديم شرف الذود عنه وكسر الهجوم. 

كلنا يتذكر معبر الدحي المشؤوم الذي اذل ابناء تعز وكان وصمة عار علينا لما كان يمارس فيه من إذلال لنساء تعز وبحمية التعزي الاصيل استطاع مع ثلة من الشباب ان يكون اول من يهدم هذا المعبر ويذيق من كانوا فيه وبال افعالهم الاجرامية وفي نفس اليوم كانت تباشير وصوله مع مجاميعه إلى بير باشا وفرار الكهنوت منها.


مآثر ليوسف يعجز قلمي عن الالمام بها واحصاء ابجدياتها واعتذر لذلك.

وكما ان الابطال في المعارك كذلك هم في معركة بناء الدولة، وهذا ما جسده الحياني فعلا وعملا فمع تعيين الأمين الدكتور/امين احمد محمود محافظا لتعز كان اختيار يوسف الحياني ليكون مندوب السلطة المحلية في استعادة مرافق الدولة من ايدي الجماعات المسلحة حينها، فكان خير سفير لخير آمر واستطاع خلال فترة وجيزة استعادة الكثير من مرافق الدولة وتسليمها لتعاد الحياة اليها رغم تعنت مليشيا الاخوان ونكوصها عن تسليم المرافق الحكومية والمدارس التي تحتلها في حين كان ابو العباس هو من امتثل للدولة وسارع لتسليم مرافقها الا ان هذا الوفاء لتعز وللوطن كان جزاؤه النكران والجحود من قبل مليشيا الاخوان التي ترى في وجود الدولة واستتباب الامن وسيادة القانون اداة هدم ومحو لتواجدها لأنها ترى ان مناخها المناسب للبقاء والتكاثر هي مستنقعات الجريمة وغياب الدوله لهذا كان اول ما تم ان صنعته بعد المؤامرة على الأمين محمود وعزله من منصبه من قبل المغيب الدنبوع ان قامت بحصار المدينة القديم وحملتها التي شردت وقتلت وهجرت ابناء تعز إلى عالم التيه، بل انها قامت، اي مليشيا الإرهاب الإخواني، بسجن البطل يوسف الحياني ما يقارب السنتين دون وجود تهمة أو ثبوت جرم وزادت في الاجرام ان احرقت منزله وسياراته وحتى مقر شباب المؤتمر لان فيه ريح يوسف، ومع اطلاق سراحه بعد ان يئس الاخوان من تلفيق اي تهمة عليه هجر وابعد ولوحق امنيا ليكون مصيره كاخوانه الابطال التهجير القسري من تعز. 

يوسف الحياني الذي قدم لتعز دمه لم تنصفه تعز بشربة ماء ولم يغثه التنظيم المنتمي اليه بموقف ولم يمنع تهجيره وابعاده عن بلدته شرعية دنبوع وحكومة فندق.

رغم قساوة الحياة والمعيشة في عدن ورغم الحنين واللوعة لمعشوقته تعز ما يزال الحياني ذلك الثائر المناضل الذي ان دعته تعز رغم خذلانها سيكون اول حاج يتلمس استارها ويقبل قلعتها ويسجد على تربتها ويقول لبيك..