عبدالسلام القيسي
طارق وتنمية الساحل الغربي.. المخا أنموذجاً
دعوا السياسة جانباً.. المدينة الواعدة هي المخا فمن لديه رأسمال مهما كان صغيراً فليبادر بالاستثمار هنا.
فالمخا انتقلت من طور تطبيع الوضع إلى طور نهضة اقتصادية واستثمارية ولا أريد أحدكم أن يأتي وقت ويقول: اوووه راحت.
بقالة في المخا تغني عن سوبر ماركت في أي مدينة، من يأتي أولاً سيربح كثيراً، تمت.
* * *
كنت اليوم في الخوخة بعمل يخصني من الثانية ظهرا حتى السادسة.
لاحظت لمسة مختلفة ممتدة من الخوخة إلى المخا وبالطريق العام وهي تختلف عن الصورة التي رأيتها عندما جئت هنا قبل سنتين إلا قليل وتحدثت مع رفيقي عن التطور الملحوظ مذ جئت إلى الآن.
أي قبل مجيئي وبعد مرور المليشيات من هنا، كيف كان الساحل الغربي؟
كان مدمرا، مليئا بدماء الظلام والنور، القاتل الحوثي والمواطن الضحية، المنازل مدمرة وحالة المجتمع هنا صعبة، بشكل مخيف.
وجود المقاومة الوطنية في الساحل الغربي حقق نهضة وتنمية خرافية قياسا بسابق هذا المكان وبشكل مرتب.
لن أتحدث عن الدعم الذي قدمته المقاومة في شتى المجالات الإنسانية والإغاثية والسلطة المحلية والمنشآت فهذا دعم ظاهر ومعروف.
حديثي عن السيولة المالية بالعملات التي تصرف هنا وحركية السوق الساحلي.
مشكلة المخا أن المجتمع ابن البحر وطالما يدرك أن رزقه غير منقطع مدى الحياة من جود البحر يتساهل هذا المجتمع في الجانب التجاري والاستثماري ويعيشون على قوت البحر المتواصل إلا قلة قليلة من التجار.
أغدق العميد طارق صالح على المخا وهذه تذهب لصالح المخا دون أن يدرك المرء.
غالبية مال القوة يصرفونه هنا وهذه تفيد المخا وقد حاولت ذات مرة إقناع أبناء المخا بتخفيض إيجارات المنازل التي تفوق قاهرة مصر كنوع من التفكير المنطقي طويل الأمد لفائدة المخا وجلب المستثمرين إلى هنا.
حسنا، سنذهب إلى ابن خلدون، نحن قرأنا مرحلة ابو جعفر المنصور في الخلافة العباسية وعن مرحلة حفيده هارون الرشيد فمن الأشهر ومن الأوسع حظاً في التاريخ؟
بالتأكيد هارون الرشيد، لماذا؟
لأن هارون الرشيد فتح يده وخزانته وأمواله.
فالألف دينار الذي يصرفه للشاعر هو يفيد الحركة التجارية في الدولة، يغادر الشاعر بلاط الخليفة ثم يذهب ويعطي والدته واخوته ومعارفه من المال ويعطي الدائن ويشتري لوزينج وكساء ويقوم بصرف المبلغ في المدينة فيزيد دخل التجارة وتزيد نسبة الضرائب وتستفيد من ذلك الدولة على عكس البخلاء أمثال هشام بن عبدالملك وابو جعفر المنصور، وكثيرين.
يعني: العطاء الذي يسيل من يد العميد طارق في المخا يفيد المخا وهو ما حقق هذه النهضة الكبيرة التي نريد ان تكون أكثر.
عدت المخا ووجدت أن العميد طارق قد التقى بتجار المخا ويحثهم على مواصلة هذه النهضة وحدثهم بما كنت أتحدث به أنا وزميلي رشاد الصوفي طيلة الطريق.
* * *
قال لي: هل طارق في الساحل يقاتل الحوثي أم يوجه التجار والمستثمرين وينمي المخا؟
تعال يا صديقي أحدثك، صحيح، العميد هنا لقتال الحوثي وقد أنجز ولا يزال ينجز بميدان القتال دون ضجيج وستدركون انجازاته في ساحة المعركة بعد التحرير.
لا أقصد الإنجاز الظاهر الذي ترونه ورأيتموه قبل ستوكهولم، بل أقصد ما حققه من بعد توقف المعركة والتي سر الإنجاز المكنون وما يتميز العميد طارق به أنه أثناء المعارك والإنجازات الملحمية لا يكره شيئا أكثر من الكاميرات في ساح إنجازاته العسكرية.
بالنسبة للتجار: يعيش الناس حالة صعبة جراء تفاقم الاسعار وغلاء المعيشة وبرمتهم في كل الجمهورية.
ومن منطلق كونه الطارق هنا رمزية وليس كسلطة والرمزية تأثيرها في قلب المجتمع كبير يحاول أن يرشدهم وأن يكون عونهم بمختلف السبل، والمجالات، انه الطارق.
يعني أن العميد يمتزج بهموم المجتمع المخاوي والساحلي ككل فلا يمكنه التغاضي عما يعانيه الناس فهو روح الزعيم والزعيم لا يغض طرفه عن معاناة الناس، وحاجاتهم، وإلا لما كان الطارق.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك