محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

طموحات الإخوان في تعز

Thursday 03 June 2021 الساعة 05:28 pm

قبل أشهر سمعنا عن نفير بلا حوافر في تعز، وسمعنا أصواتا واجتماعات وتشنجات إعلامية تريد تحرير تعز، والانتقال إلى طور جديد من الحرب، وبعد أيام من تلك الهلامية الإعلامية والتطبيل الأرعن، لم يحدث شيء، ولم تتكون حالة من الدفع نحو تخليص حقيقي لتعز من الحوثي، لأن من يديرها هو نقطة البقاء للوضع في تعز كما هو، لأنه مستفيد من الفيد والغنائم.

يسعى الإخوان في تعز إلى أن تكون نقطتهم الرئيسيه في حشد مقاتليهم وبناء معسكراتهم، وجعلها مؤنة لهم والتزود منها من أجل التحرك حسب الخطط المرسومة من القيادة خارج البلاد، والتي تستوطن تركيا وفنادقها، والرياض وفنادقها.

المعسكرات حتى هذه اللحظة يتم بناؤها، والمقاتلون يتم تدريبهم، وقطر تضخ الأموال ومرتباتهم، ولأن الجنوب تحرر من هيمنة الحوثي والإخوان، وجزءا من الساحل الغربي، فإن بناء القدرات العسكرية الإخوانية، يصب في مسارات بعيدة عن الحوثي واستعادة الدولة، أهم هذه المسارات هي:

المسار الأول: العودة إلى غزو الجنوب تحت يافطة الحفاظ على الوحدة. تمثل تعز أقرب نقطة إلى الجنوب من الشمال، ولها ارتباط إداري واجتماعي مع الجنوب منذ زمن بعيد، واختيارها محور انطلاق للعودة إلى الجنوب هو نتيجة التقارب الجغرافي، وعلى الرغم من التواجد للقوات الإخوانية في شبوة وأبين، إلا أن تعز تمثل خطة استراتيجيه تغذي كل القوات التي تتحرك نحو الجنوب، حتى وإن لم يكن في الوقت الراهن.

تعمل قطر على بناء ذراعها في اليمن وتعزيز حضوره في كل المناطق، إلا أن لتعز مكانة وأهمية تفوق غيرها، ولهذا تستميت في أن تصل ميليشياتها إلى البحر الأحمر وفتح منفذ للتهريب، كما يحدث في ميناء قنا، الذي تستخدمه في شبوة لتهريب وبيع النفط واستقبال السلاح والأموال والمخدرات. 

قيام جماعة الإخوان في تغذية قواتها من أجل إسقاط عدن بعد تحريرها، هي إجمالاً تعّبر عن جوهر الهدف من وراء إنشاء معسكرات قتالية، بعيداً عن تحكم الشرعية بها، واستقلالها تماماً عن وزارة الدفاع والتحالف العربي، لا تشرف عليها ولا تتحكم بقواتها وتوزيعها حسب المسرح العملياتي، هذا الأمر يشكل خطورة كبيرة على تعز نفسها وعلى الجنوب.

المسار الثاني: المخا وتشكيل قوة ضغط على القوات المشتركة. تسعى جماعة الإخوان الإرهابية من تلك المعسكرات إلى تشكيل قوة ضغط على القوات المشتركة من أجل عرقلة أي جهود لتحرير ما تبقى من الحديدة، وذلك من خلال افتعال المشاكل والمناوشات في مناطق التربة، واستهداف منتسبي القوات المشتركة، إما بالاغتيال أو بالخطف أو بالتهديد والمضايقات، وكل هذا يتم بتنسيق مع جماعة الحوثي وحسب ترتيبات معينة معها.

تدرك جماعة الإخوان أن بقاء القوات المشتركة في الساحل الغربي سوف يعيق تنفيذ مخططها في فتح منفذ بحري لها، لاستخدامه في استقبال الأسلحة والأموال من تركيا وقطر، ولهذا تحاول استهداف المقاومة الوطنية، وبث الإشاعات حولها، ورفع شعارات تعز حقنا. في إشارة إلى اتهام القوات المشتركة بالاستيلاء على المخا.

الجنون الإخواني بعد العجز عن اختراق الطريق والنفاذ إلى البحر الأحمر، جعلها ترفع شعارات عنصرية ومناطقية، تستهدف القوات التي تقاتل الحوثي في الساحل، وتعيق أي تحركات من أجل إنقاذ تعز من الوضع المأساوي الذي هي فيه، بسبب فساد وجشع هذه الجماعة التي تريدها أن تكون مسرحا لعملياتها وسطوتها وبطشها ونهبها كما يفعل الحوثي في مناطق سيطرته. 

بعد أن عجزوا في الوصول إلى البحر الأحمر، طرأت عليهم فكرة جزيرة ميون، وبدأوا في ترتيب أفكارهم وخططهم من أجل استهداف دولة الإمارات ودورها الإنساني في اليمن، ورغم كل الحملة المشبوهة تلك، لم يحققوا سوى الإخفاق والهزيمة والخزي والتعري أكثر وأكثر أمام الرأي العام، حيث تواصل الإمارات دورها الإنساني والإغاثي في اليمن، وتواصل جزيرة ميون في بقائها نقطة عجز الإخوان عن ابتلاعها.