حسن الدولة

حسن الدولة

تابعنى على

قاعدة في القرآن توحد جميع المسلمين

Wednesday 07 July 2021 الساعة 10:39 am

هي قاعدة توحد المسلمين وتجمعهم على كلمة سواء وتزيل ما علق بتراثنا الديني من شوائب عبر مئات السنين، ففرقت المسلمين الى شيع ومذاهب.

قال عز من قائل لرسوله الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).

وقال إنهم  سيزيدون في ما أنزل الله عليه فقال: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

ولكي يزيل كل مذهب ما لديه من ذلك الركام الذي وسع شقة الخلاف فيما بين المسلمين لا بد من الاحتكام إلى القاعدة الذهبية المعيارية التي وضعها إمام العصر الأستاذ الإمام محمد عبده، طيب الله ثراه في الجنة وأنزل عليه شآبيب رحمته، فقال: "(لكي نعرف هدانا من ضلالنا يجب ان نضع القرآن في كفة كميزان دون أن ندخل فيه ما قيل عنه وما جاء من روايات لكي لا يختلط الميزان بالموزون به، بحيث نجعل كلام الله حاكما لتلك الأقوال والتفاسير واسباب النزول لا محكوما بها".

 وبناء على هذه القاعدة سيتم نسف كل الروايات المفرقة ونقتصر على السنة الجامعة غير المفرقة..).

ويؤيد هذه القاعدة حديث العرض على القرآن، ولو اعمل  المسلمون عقولهم وقاموا بتطبيق هذه القاعدة، بحيث ما جاء له ذكر أو معنى في الكتاب فهو واجب الاتباع وما خالف ذلك فلسنا ملزمين به، والإسلام جاء رحمة للعالمين العارفين الذين يؤمنون بالغيب.

 والقاعدة الذهبية الأخرى تقول "أينما تكن المصلحة فثم شرع الله"...

 وبذلك يتم تعديل المناهج الدينية وتغيير الخطاب الديني المذهبي، ويتم تحريم الخطاب المفرق وتحييد وزارات التربية والتعليم العالي والتعليم الفني والأوقاف والإعلام عن الخطاب المذهبي، وتحريم الأحزاب ذات التوجه الديني المذهبي، وبالتالي ترشيد خطب الجمعة ومراجعة البرامج والمسلسلات الدينية، فضلاً عن أهمية مكافحة الإرهاب، أمنياً وإعلامياً وفكرياً ودينياً.

 فإن مراجعة المناهج الدراسية من قبل علماء الاجتماع وأساتذة جامعات غير منتمين لجماعات واحزاب دينية يعد ضرورة ملحة..

فهذا عامل مهم جداً لمكافحة الإرهاب وصولا لاجتثاثه خصوصاً أن الفكر لا يكافح إلا بالفكر.

 فمناهج التربية الإسلامية التي تدرس لتلاميذ المرحلة الأساسية تحتاج إلى مراجعة وتغيير بما يتناسب مع أذهان الأطفال الذين يتلقون المعلومات بذلك السن من دون تمحيص، بل كـ«مسلمة» يجادلون بها حتى والديهم، فالطفل يدرس مواد لا تزيده إلا تبلدا وكراهية للدراسة (فقه وتفسير وسيره.. الخ) وهي مواد سوف يقرأها حين يكبر، أما الطفل فلا يحتاج سوى تدريبه على القراءة السهلة وفك الخطوط وجدول الضرب ومواد مبسطة تحبب إليه الدراسة.

واعود إلى القاعدة الذهبية التي لو تحاكمنا إليها لوحدت صفوف الأمة الإسلامية وابتعدنا عن التفسيق والتكفير والتنجيس لبعضنا البعض، ويختفي من قاموسنا مصطلحا الروافض والنواصب اللذان مزقا الأمة وادخلاها في حروب، وعشق الحروب والغزو تحت دعاوى أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان.

فهل نحن فاعلون؟

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك