هل آن الأوان ليفهم المجتمع اليمني، ومن يسانده في دول الجوار حقيقة الأمور وبواطنها؟ فالإنسان مطالب بأن يفهم أعجوبة ما يجري من حوله ويغوص في جوهر الحقائق ليصبح كل شيء مفهوماً أمامه، خصوصاً وأن الشواهد والدلالات الكثيرة التي أنبأت عنها الحرب في اليمن، وعلى مدى ما يزيد عن ست سنوات من التخاذل والفشل، والفساد والحسابات الشخصية والحزبية التي أحالت اليمن ثقبا اسود يلتهم ما يقدم من دعم للخلاص اليمني من ربقة السيطرة الحوثية المفروضة خدمة لمخطط الشر والإجرام الإيراني.
لا بد أن يسمع الجيران كلام العقلاء، وصوت الشعب اليمني الذي يخاطبهم بالحقيقة لا سواها، والحق الذي لا لبس فيه، فاليمن المختطفة من قبل ذراع ايران في اليمن، لن تعيدها شخصيات مهترئة فاشلة كالرئيس النائم، وابو الهزائم علي محسن، فالوقائع أثبتت أنهم أشد وبالاً وخطرا من الحوثيين على مستقبل اليمن، ولا يمكن أن يحرزوا أي نصر، فهم أعداء النصر والنجاح ما لم يصب في خانة مصالحهم الشخصية، وهم الخونة الأوائل بحق الوطن وتضحيات الأبطال في مختلف الجبهات.
فالرئيس حبيس اوهامه وأكاذيب نجله، والنائب لا يهمه الوطن ما لم يكن تحت سيطرة جماعته (حزب الاصلاح -الفرع المحلي لجماعة الإخوان)، ولطالما توجه الساسة والقادة الأحرار والمثقفون بالنصح للشرعية عموماً وتحديدا لهادي وعلي محسن بالنصح والنقد بغية تعديل نهجهم وضرورة التعامل مع ما يجري بأن هناك وطنا مسلوبا وشعبا مغلوبا، وبالمقابل دعم سخي، ومقاتلون بواسل لا بد من استغلال ذلك لجلب النصر واستعادة الدولة والتعامل بعقلية منفتحة بعيدا عن الشخصنة والمناطقية والحزبية، واحتواء الكل وتوجيه البندقية نحو العدو الوحيد جماعة الحوثي، إلا أن كل نصح وكتابة ونقد لم تعد النائب وجيشه الى رشدهم، كما لم توقظ الرئيس من سباته، واستمر السخف حتى سقطت نهم وتخوم مارب والجوف، واستمرت النخاسة الشرعية وتم تثبيط حلم تحرير الحديدة، وفتح المجال للحوثي يتنمر في اجزاء من الضالع وافسح المجال امامه لخنق كل بادرة تهدد بقاءه، واشرعت ابواب الخيانة والخذلان من حجور وصولا الى البيضاء.
كشعب كنا وما زلنا نؤمن ان لا خلاص من الحوثي الا بابعاد علي محسن وهادي من المشهد، والاستعانة بقيادات تحب اليمن وتضحي لأجله لا تسترزق باسمه،
قيادات باستطاعتهم أن يغيروا واقع الحال، لينطلق اليمن واليمنيون نحو المستقبل وأنا أتحدث للذين ينتمون إلى المستقبل فقط، وغير مهتم بالموتى والايادي المرتعشة والنائمين، ولا برواد الصرخات وبناة المقابر.
فاليوم لا بد ان يستمع العالم بأسره لقناعة اليمنيين شمالاً وجنوبا، فالكل يعلم علم اليقين مدى عبثية الشرعية باليمن ورغبتها في استمرار الوضع على ما هو عليه لتبقى وتبقى مصالح شخوصها.