قبل يومين من العيد عقدت الحكومة غير المرئية اجتماعاً مرئياً، ناقشت فيه كل شيءٍ ،ولم تحل ايا من الأشياء المطروحة على جدول الأعمال.
فقط كأي اجتماع سابق فلكلوري، شكلت اللجان وطالبت برفع التقارير، ونثرت الشكر يمنة ويسرة، على كل ما لم يتحقق.
تحدثت عن اتفاق الرياض وشكرت السعودية، دعت المجتمع الدولي إلى سرعة الدعم الاقتصادي العاجل، واثنت عليه.
شددت على تخفيف معاناة المواطنين معيشياً وخدمياً، ونست أن موظفي الدولة بلا رواتب، وأن سقف الخدمات صفر.
لم ينس البيان أن يشيد بوزير الدفاع وبالانتصارات المحققة، ودحر الانقلاب، وتجهيز أعلام الزينة استعداداً لدخول صنعاء، قبل انعقاد مجلس الوزراء القادم الأسبوع المقبل.
الاجتماع الباهت كلف المجلس الاقتصادي والمركزي بحل مشكلة ارتفاع أسعار الصرف وانهيار العملة.
أما الكذبة المستفزة، التأكيد على تقليص الإنفاق وزيادة الإيرادات، التقليص في مجال بنود الأجور على صغار الجنود والموظفين، وفتحه بحرية لجيوب الوزراء وأمراء الحروب وقادة الجيوش الوهمية، ونهب إيرادات النفط والغاز والضرائب وترحيلها إلى خارج البنك المركزي.
من يستمع الإفادة الحكومية، يتبادر إليه الشعور الكاذب، ان لدينا حكومة تعيش وجع الناس، وأنها تطرق أبواب الفقراء كل يوم للتأكد من دفء الأرغفة، وسلامة الضوء وتدفق الماء، تمرر يدها الحانية لتمسد على ملابس الأطفال، وتشاركهم صخب وفرح العيد.
هذه الحكومة منتج حقيقي لوضع عاطل، بلا أداء، كثيرة الاجتماعات وبلا جدية توفير إمكانيات حل معضلة واحدة، من الخدمات إلى البيت السياسي المرتبك، ومن التحرير المؤجل إلى الحروب البينية، باتجاه المناطق المحررة، ومن الفساد والتلوث، وحتى سرقة ضحكة الأطفال وخبز الفقراء.
لا أحد يعلم ما إذا كان الوزراء يستلمون بدل اجتماعات!!، أما ما نعلمه جيداً أن إكراميات عيد مليونية، تنتظر الوزراء وما فوقهم وما دونهم بانتظام من الديوان الملكي، ومن ثروات اجيالنا المسروقة، وليقتات الجياع لغو الكلام، ولتذهب البطون الخاوية إلى المزابل والجحيم.
كفى اجتماعات الوهم، لم نعد نحتمل المزيد من الجوع والقهر وانسحاق الكرامة، بالعجز الحكومي والبيانات الكاذبة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك