المبعوث الامريكي إلى اليمن يعبر عن تفاؤله بتوفر إجماع وتوافق دولي، لإنهاء الحرب في اليمن، تفاؤل غير مؤسس على معطيات ملموسة، تشي ان هناك مؤشرات حقيقية على وجود مناخ عالمي، يدفع بالتسوية من فضاء الأمنية إلى ارض الممكن.
الجمود السياسي سيد الموقف، حيث لا حراك يدفع بالقضية إلى صدارة جدول اعمال الأمم، والوضع العسكري على اشده في مأرب، والمواجهات تتدحرج صوب المناطق الجنوبية، واتفاق ستوكهولم يتهدده الخطر، فيما اتفاق الرياض تم تعطيله بالكامل، وفُتح التوافق بين الشرعية والانتقالي على خيار عسكري عنفي محتمل.
كل المؤشرات لا تسند التفاؤل الإمريكي، بما في ذلك الحوار الإمريكي الإيراني المؤجل، بعد وصول قيادة اكثر تشدداً إلى سدة الحكم في إيران.
ومع ذلك فإن ليندر كينج يبعث لنا بحبوب الإسيبرين المهدئة لصداع الحالة اليمنية، التي تصيب مصداقية الدول الكبرى بالدوار، لا سيما في الشق الإنساني، حيث تتعاظم المعاناة وتتراجع جدية الكبار في إغلاق هذا الملف، او التخفيف من تبعاته الإنسانية.
علينا ان نأخذ الجملة الإمريكية بشأن توفر التوافق الدولي حول إنهاء حرب اليمن، في سياق يفتقر للجدية، سياق لا يتجاوز العلاقات العامة، خاصة وهو يأتي ضمن تهنئة عيدية للشعب اليمني، الذي يتناثر دمه وتصيب بقعه، ضمير الإنسانية بلطخات جريمة غياب توفر إرادة الحل، وجعل الحرب مجرد ورقة في ملف مقايضات إقليمية دولية، متعددة الأهداف والمصالح.
الراجح ان كل دواليب الحركة في المسار السياسي عاطلة عن العمل، إلى ان تتبلور معادلة جديدة، وصفقة تسويات وترضيات تمتد خيوطها من واشنطن ولندن وحتى الرياض وطهران، وعسكرياً من مأرب وحتى رسم الخط الفاصل للحوثي، يُحدد فيه سقف اللعبة اين تنتهي، واين يجب ان تتموضع تقدمات الحوثي، بعيداً عن الجنوب وخارج خارطة الثروات والمصالح الدولية.
لا انفراج في مشهدي السياسة والحرب، ولا توافق دولي بشأنهما على الأقل حتى الآن.
وتبقى مأرب نقطة فاصلة تفرض على اثرها أحد خيارين:
حرب واسعة النطاق او تسوية متعددة الأطراف.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك