كانت تعز تتشكل من نخب وقيادات ومن مشايخ وبرلمانيين وضباط ومن كل شيء، وأيضاً هناك متهبشون وفارون من القانون، وهناك سجناء في السجن المركزي.
ثم سقطت البلاد، وغادر كل قيادات تعز المشهد، وتحولت السلطة إلى المتهبشين وإلى القتلة، والفارة من السجون، ثم تقولون هذه هي تعز؛ لا والله هذه ليست تعز، تعز مختلفة.
فهي تحولت إلى معسكر كبير، والجندي يتماهى مع مجتمعه الصغير، قبيلة، عصبية، ويعيش في بيته وينام ويستيقظ على خيارات أهله وأصحابه دون خيارات الجيش والجندية وهذه هي أول مصائب تعز.
فلا تجد في مدينة تعز أي معسكرات تحوي الجند، بل هناك مقرات قيادة لكل لواء، أهم شيء مقرات للقيادة فيما الأفراد يتوزعون بين دواوين المقيل، وفي سيارات المشايخ، ومنازل البلاطجة، وشوارع المدينة، وفي بيوتهم، ومع قبائلهم، ومعارفهم!
أول شروط الجندية أن تترك مجتمعك الصغير، وأن تذوب في الجيش، وألا تصبح أداة لعصبيتك، ويتحقق ذلك بالمعسكرات الخاصة بكل لواء، ولا تغادر معسكرك إلا بإجازة وتكون هناك عقوبات لمن يفرط بذلك.
ولكن في تعز إذا واجهت أحدهم مشكلة يجد بجانبه الجندي الذي هو أخوه وابن عمه وقريبه وصاحبه وجاره وكل الذين يعرفهم في حارته فيجمعهم من كل ديوان ومن كل استراحة ليأخذ بحقه، ولكن إذا كان الجندي مداوماً في معسكره لن يتسنى له ذلك، ولن تكون كل هذه المشاكل.
تشكل الجيش الوطني من عشرات الآلاف، وقالوا لهم: أنتم الجيش.
ثم عادوا إلى منازلهم وهم الجيش، ومن هناك بحث كل جندي بعيد عن معسكره عن الغنيمة، خاصة مع انقطاع الرواتب، وأصبح كل جندي قبضاي وكل جندي شيخا، وكل جندي مرافقا، وكل جندي يبحث له عن أرضية كي يشتري سيارة ويصبح ذا اسم، وهذه الإشكالية سبب الوضع المزري في تعز، وأول شروط الحل هو إنشاء معسكرات تلمهم ويمنع عنهم مغادرة أسوار المعسكر، ومن رفض يتم فصله من الجيش، وبهذه يتجلى الجيش الحقيقي، وتنتهي المشاكل في مدينة تعز.
الانضباط أهم من الشجاعة في الجيوش، الساحل الغربي يتجلى في الانضباط، وهناك معسكرات تلم كل الجند، أحيانا تنزل حملات إلى فنادق المخا وتأخذ كل الذين بالفنادق من، الجند، إلى معسكراتهم ويأخذون دورات انضباط، فالانضباط أهم شيء، ومن كل شيء.
لا يمكن للجيش أن يكون جيشا دون سور عسكري يجمع الأفراد، إذا لم يتم حل اشكالية أن معسكر الفرد بيته وحارته لن تنتهي هذه المشاكل في تعز.
كل لواء يجمع أفراده إلى مكان معلوم يسمى معسكر ولواء، وكل قائد يداوم مع لوائه، وإذا لم تنجح هذه الطريقة في جمع الرجال فهذا ليس جيشاً، هذه عصابات!
يمنع انتداب الجنود مع أي قائد، أو شيخ، ويمنع التجول في المدينة بالسلاح، والدوام يكون في المعسكر ويخرج إلى مهمة الجبهات فقط وعندما يعود إلى معسكره ويريد أن يأخذ إجازة عليه أن يترك سلاحه في اللواء خاصته ويزور أهله ثم يعود وإذا لم يعد بالوقت المحدد يتم معاقبته، دورات انضباط، أقل شيء.
هناك شيء آخر، يتم دمج ومزج الجيش في المعسكرات، لا يكون اللواء 170 كامله من جهة مخلاف، وألا يكون اللواء 17 كله من جبل حبشي، ولا يكون كل اللواء 35 من الحجرية وهكذا، يتم إعادة هيكلة للجيش، ويتكون كل لواء من كل جهات ومناطق تعز بل ومن كل جهات ومناطق اليمن، من كل مدن الجمهورية.
على وزارة الدفاع وهيئة الأركان أن تضفي جمهورية الجيش في تعز، وتنقل وحدات من كل محافظة إلى مدينة تعز، على حراس الجمهورية أن يساعدوا في تشكيل الجيش بتعز كجيش جمهوري متكامل لا جيش تعزي.
وكما أن في الساحل الغربي بكل لواء هناك من كل المحافظات اليمنية، على تعز أن تفعل ذلك.
في تعز كل لواء يتبع شخصا أو منطقة، هل يمكن تعيين قادة ألوية من خارج تعز؟
لا يمكن.. طالما لا يمكن فهذه مشكلة، قطاع منفصل الجيش في تعز، اسمه الحقيقي الجيش التعزي وليس الوطني، الجيش الإصلاحي لو قلناها حقيقة.
ولهذا ستظل تعز تعاني هذه المشكلة ولن تصل إلى شيء، لن تحرر تعز، ولن تؤمن المدينة، وهذا يفيد الكهنوت المحاصر للمدينة.
إعادة ضباط وأفراد وأركانات الجيش الحقيقي، الذي اسقطتموه، وأخذ التجربة وبل المعونة من حراس الجمهورية وإنهاء عملية التجنيد الفوضوية في تعز والبدء بناموس جمهوري لاستكمال تحرير المدينة، من الحوثي.
هذا رأيي، لا رأي أحد، من أجل مدينة تعز.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك