عبدالسلام القيسي
حراك تعز لإسقاط حكم العسكر.. من السبب؟!
تصرفات وعبثية الحزب في تعز هي من أجبرت الناس على الخروج ونحن في حالة حرب، والصراخ: يسقط يسقط حكم العسكر.
في الحرب، العسكري هو كل شيء، لكن إذا كان جندياً حقيقياً، فمن جعل المدينة تصرخ هكذا ولا يزال الكهف يحاصر مدينتهم، من؟
لولا التلاعب بالمعركة، وتصفية الرجال، وقتلهم للحمادي، وتضييقهم على كل الشرفاء، ونهب المال العام وأراضي وعقارات الناس والمؤسسات والمنازل والقتل، القتل الغزير، باسم وصفة الجيش لما خرج هؤلاء بكل صوت يريدون إسقاط حكم العسكر!
مؤسف أن الكهنوت يحاصر المدينة والشعب يريد إسقاط حكم العسكر.. فمن السبب؟
السبب معروف، من حول الجيش إلى تكية لمصالحه، من باع وخان وعاد إلى الخلف، من أقال كل الجيش الحقيقي لصالح القطاعات الإخوانية، من كمم أفواه الناس، من تناسى وجود الحصار وذهب لمعاركه الورائية.
السبب من جعل عبدالباسط البحر ناطقاً للمحور، وسالم هو الجيش، وتفرج على الحيمة وهمته ومهمته منع مهرجان القاهرة الثقافي، ومن حول الجيش إلى منصة فيسبوكية.
السبب من قتل أيمن الوهباني والشميري وآل الحرق وغيرهم العشرات والمئات.
السبب من هو؟ من طرد أمين محمود ومن اختصر المعركة بالدوران حول توكل كرمان.
السبب من حول حمود سعيد إلى متبرع، وحول المعركة إلى نفير لملء الجيوب.
يتعسني أن أسمع صرخات الشعب وهو ينسلخ عن جيش التحرير، لكن يا ترى هل هذا جيش؟
إنه فخ، فخ، فخ كبير.
* * *
مؤسف أن تصيح تعز اليوم ملء المدينة "يسقط يسقط حكم العسكر!".
تصيح رغم أن الحوثي يحاصرها بالقصف والدم اليومي!
من تسبب بكل هذا وأخرج الناس إلى الشارع يصرخون ضد بعضهم وقد تناسوا العدو الذي يحاصرهم؟
حزب الإصلاح، هو من أفرغ تعز، ومزق محتواها، وجيش المقر الذي يحقق طموحات مرشديه، مؤسف.
لم تكن جريمة بيت الحرق القاصمة لظهر الجيش، ولم تكن تصرفات الجيش هي من جعلت تعز تصرخ بأن يسقط حكمه، قتلوا عدنان الحمادي بكله، فلم تصرخ تعز، وكانت تخرج كل مرة دون ترديد ذلك الشعار، كل مرة، لكن هذه المرة النفير هو من أسقط الجيش، بعيون تعز، النفير الكاذب.
كانت تعز تحتمل كل شيء على أمل أن هذا جيش التحرير.
كانت تعز تدرك كل شيء وتعاني من مفسدة أصغر لأجل الخلاص بالجيش من مفسدة أكبر وهو الحصار الذي يخنق المدينة
يقولون:
سنحتمل، ولو نهبونا، سنحتمل ولو قتلونا، سوف نحتمل كل شيء طالما العدو في منافذ المدينة، يحاصرنا، ويقتلنا كل يوم.
ثمة أمل عاش معهم لسنوات، فانتهى الأمل بالتحرير بعد فشل معركة النفير.
كان النفير المسمار الأخير الذي دق الشجرة فيبست.
النفير التكثيف الأخير لأي نصر أو هزيمة فلا يكون النفير بتلك الطريقة، ولم يكن البتة.. آنذاك سقط الجيش، سقط بالمرة.
تعز لم تنتصر لمئات الضحايا، ولا للقادة الذين قتلوا، ولا لأحد..
تعز صرخت تنتصر لخديعتها الأخيرة ولقد استهلكوها بشدة، تنتصر لجريمة إعلان النفير لتحقيق غرض كاذب.
هذه هي الحقيقة، وما سواها مجرد قشور.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك