احتفلت جماعة الحوثي بيوم 11 سبتمبر، يوم الإرهاب العالمي الذي يعيد للأذهان ما قام به الإرهابيون من استهداف لبرجي التجارة العالمية ومبنى البنتاغون في أمريكا، من خلال استهدافها الغاشم لمخازن المساعدات الإنسانية والبنية التحية لأقدم ميناء يمني "ميناء المخا" المطل على البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المفخخة، مخلفة دماراً كبيراً في الميناء والمنشآت التابعة له، وخسائر فادحة للتجار المستوردين.
الحوثي الذي رفعته إدارة بايدن من قوائم الإرهاب، وحاولت وتحاول الضغط بتمرير متطلبات الحوثي بحجة الوضع الإنساني وتهيئة الأرضية للمفاوضات التي يقال إنها ستفضي إلى السلام في اليمن، إلا أن الوقائع والأحداث تدلل بما لا يدع مجالا للشك أن الحوثي أسس (قاعدة) جديدة، وإرهابا ينافس إرهاب تنظيمي القاعدة وداعش ويتفوق عليهما كونه يتحدث باسم الدولة ويحتجز شعبا بأكمله، فهل تعي واشنطن مغبة ما قامت به، وعواقب تهاونها وضغوطها التي تقوم بها لصالح الحوثيين؟
ليس مصادفة أن يقوم الحوثيون بهذه العملية الإرهابية، بل إن تحديدهم لهذا التاريخ، يحمل في طياته رسائل كثيرة، ويؤكد دلالات عديدة عن احتفال الإرهابيين من شتى المذاهب والملل والنحل بهذا اليوم -11 سبتمبر- واعتباره يوماً يفاخرون فيه بأقصى درجات الإرهاب والاستهدافات التخريبية، وبرغم أن الحوثيين قد أفصحوا بطريقة أو بأخرى عن نيتهم استهداف المخا ومينائها، عندما تحدث رئيس فريقهم في اللجنة الخاصة بتنفيذ اتفاق السويد، اللواء الموشكي، أثناء لقائه برئيس البعثة الأممية وادعائه أن ميناء المخا بات مصدرا من مصادر إدخال الأسلحة للقوات المشتركة، ومن تابع حديثه وتناقل وسائل الإعلام الحوثية لذلك الخبر، وتداول نشطائهم عبر مواقع التواصل وتحريضهم على ضرورة التحرك نحو المخا، سيفهم أن المخطط قد كان ساري المفعول، والهجوم مرتبا له، خصوصاً وأن المخا ومنذ فترة تشكل أيقونة من أيقونات التقارب الحوثي الإصلاحي، وأن الإصلاح ومن معه سيقومون بأدوار تخدم الأجندة الإرهابية المشتركة بينهما.
لا يجدي الحديث عن مدى إرهاب الحوثي، والتعاون مع الإصلاح، لكننا نتساءل كما كنا وما زلنا بعد كل هجوم وخرق حوثي لاتفاق السويد... أين الشرعية الموقعة على اتفاق ستوكهولم، وهل ما تقوم به جماعة الشر الحوثية من خروقات وتنكيل واستهدافات يلزم الحكومة بالرد أو التغاضي كالعادة؟ وما موقف شرعية الخزي من هذا القصف؟.
ليس مطلوبا منها أن تحرك ألويتها الوهمية من جبهات الكشوفات وتباب A4، فقط المطلوب هو أن تعلن انتهاء هذا الاتفاق وإطلاق العنان لعشاق اليمن وأشاوس الميدان في القوات المشتركة والمقاومتين الجنوبية والتهامية لعمل اللازم، وتحرير الحديدة وما بعد بعد الحديدة.