جلال محمد
لنكن منصفين لا مناطقيين.. السنباني وردمان وقريمة جميعهم ضحايا يستحقون التضامن
الجريمة جريمة، لا يستطيع أحد تبريرها، أو الوقوف في صفها، مهما كانت الدوافع والمبررات، فالفعل الشنيع لا يقبله إنسان سوي، ويظل منبوذاً ومستنكراً من الجميع.
ما حدث للشاب عبدالملك السنباني، أمر مستنكر، وفعل شنيع، بادر أبناء المحافظات الجنوبية في التنديد به وإنكاره، والمطالبة بإحقاق الحق وكشف الحقيقة ومعاقبة الجناة، وهم بذلك يؤكدون كم هم كبار، وصادقون في القيم الأخلاقية والإنسانية التي لا تتهاون مع أي جرم أو تتمالأ فيه لسبب مذهبي أو عرقي، أو مناطقي.. فلماذا يصر البعض على جعل ما حدث امراً مناطقياً؟!
تعج مواقع التواصل الاجتماعي، بمحاولات قذرة لتصوير الأمر تصويراً مناطقياً، خصوصاً من ناشطي الإصلاح والحوثي، وبعض من الغوغائيين الذين يتعاملون بمنطق (معاهم معاهم، عليهم عليهم)، ولو توقفنا قليلاً وفكرنا في دافع الإصلاحيين وراء هذا الشحن المناطقي القذر، والاستهداف الممنهج، سنجد أن حنقهم من المجلس الانتقالي خاصة، وعموم الأحرار في المحافظات الجنوبية هو الدافع وراء ما يفعلون من تأليب.
فالإصلاح لا يترك شاردة ولا واردة إلا وألصقها بالانتقالي، مستغلاً كل جريمة تحدث، لعمل حملة إعلامية شعواء، يخرج فيها كل خبثه وحقده، متناسياً أن هناك مئات الجرائم التي ترتكبها مليشياتهم وقواتهم في النقاط، وأن تنكيلهم بالمسافرين لم يقتصر على منطقة فقط، بل تعدى المنطقة وصولاً للرأي، والانتماء، والمذهب، واللقب، وما ارتكبوه من جريمة شنعاء في نقطة الفلج ضد أبناء وايلة ليس ببعيد، بل أنهم وعلاوة على جريمة القتل، لفقوا ما استطاعوا من تهم، وكذلك يفعلون في كل جريمة ترتكبها مليشياتهم، ولكن لا يتفاعل الناشطون، لأن أغلب ما يرتكبه الإصلاحيون لا يصل للإعلام، أو لا يتحدث عنه الناس إلا قليلا.
أما بالنسبة لموقف الحوثيين، فمزايداته وقطيعه لا تضر ولا تنفع، فلو تأمل ما يفعله قطعانه في النقاط لخجل من أن يتحدث عن أي جريمة، لأنه هو الجريمة بحد ذاتها، فالمليشيات التابعة له قتلت في النقاط المئات، واعتقلت ونهبت الآلاف، فلا داعي للاستغلال القذر لمأساة آل السنباني التي آلمت كل يمني، ولا داعي لبكاء التماسيح التي يذرفها ناشطو المزاجية، فكم هو منطقي لو رأيناهم كتبوا عن حادثة اغتيال أيمن ردمان في وسط صنعاء على يد مسلحين حوثيين، رغم أنه كان واقفاً بسيارته بعيدا عن النقطة ولم يعق حركة السير، ولم يكن موضع اشتباه؟!
وأين هم من جريمة مقتل المواطن يحيى محمد قريمة، على يد مسلحي المليشيا أمام زوجته وأولاده؟! وأين كتاباتهم من جريمة المشرف محمد أحمد السنباني الذي قتل والده لمجرد أنه نزع صورة عبدالملك الحوثي!! ولعل قتل الآباء والأمهات بات موضة المشرفين والمقاتلين الحوثيين خلال الفترة الأخيرة.
لا شك أننا نتضامن مع أسرة عبدالملك السنباني، وندين ما حصل له، ونطالب بتقديم المذنبين للعدالة، ولكننا أيضاً نرفض تجيير الأمر بشكل مناطقي، أو استهداف سياسي، كما نتضامن أيضاً مع أسرة أيمن ردمان، ويحيى قريمة، وغيرهم. فالجريمة جريمة، والقتل قتل، بغض عن النظر عن من ارتكبه وأين تم ارتكابه.
‐----- غمزة-‐--
كتب أحد الناشطين ساخراً "اليوم رحنا نحكم ناس في سنحان بسبب حادث مروري، وفي الطريق طلب منا أحد أهل المنطقة أن نوصله معنا فوافقنا، وطلع معانا، وعند مرورنا من إحدى النقاط، قلت لهم شوفوا حقنا النقاط كيفهم مؤدبين وعيال ناس، فقال صاحب سنحان: هم مؤدبين لأنهم عادهم قتلوا واحد أمس ما رضي يوقف في النقطة.