عبدالسلام القيسي
تهامة مرّغت الأئمة.. قتل الصماد ليست تهمة بل مكرمة
رغم بشاعة الجريمة وإعدام التسعة، لكن الكهنوت يضرب عشرة عصافير بحجر واحد.
لا أعني أن تنسوا شهداء تهامة التسعة.. بل أن تفتحوا أعينكم لما يحدث في بيحان فمن إعدام قتلة الأغبري إلى مقتل السنباني، وكلما انتهت قضية ظهرت أخرى، والآن إلى إعدام تسعة أشخاص أبرياء بتهمة الصماد.
للرأي العام دوره فهو بقدر ما يخرب الحرب ويهرق الانتصارات فهو يراقب ويحافظ ويضغط على الجبهات وسلبه بهذه الطريقة ضربة ذكية وكهنوتية تحدث كل مرة.
ما يجري في بيحان، وماذا سيجري برأيكم؟
* * *
محاولاتكم الذود عن الشهداء بأنهم لم يقتلوا الصماد وكأنهم لو فعلوها هم قد ارتكبوا جريمة.
لا والله، لهم شرف قتله لو أن هم من كانوا قتلته، وعن طريقهم، وليكتب التاريخ صفحة من فداء لأبناء تهامة الذين فعلوها ولو أنهم براء من ذلك فدمهم المنثال كالعطر أمسى بمرتبة الثوار وأقحاح العظمة، فعلتها تهامة.
لهو الشرف من أعلاه، ولهي العظمة، ولهم الخلود أن يفعلوا - لو فعلوها _ ما عجزت عنه كل هذه الجيوش والأحزمة والقبائل وهؤلاء الضحايا، لا تجعلوها تهمة، بل هي والله مكرمة.
عجزن كل المدن، مدينة مدينة، وكل القُبُل، قبيلة قبيلة، في التضحية، الآن سيكتب الله بصحفه العليا أن تهامة بيضة اليمن والثورة.
سنكتب نحن أن تهامة مرغت الأئمة وأيضا مرغت الصماد ولي فخر تهامة، إن قتلته وإن لم تقتله، وإن دفعت ثمن قتله، فخر تهامة اليمن.
الصماد بشسع نعل أحدهم، تهامة أعلى منه ومنه سيده الآبق، دمهم تذكرة النصر، ودمهم تذكار الزرانيق للذين على عهد الثورة، دمهم يمن وإيمان، شجاعة وحكمة، دمهم التاريخ.
لا أقول إنهم من قتله، هم براء، لكنهم وتهامة كلها كل مرة يدفنون الكهنوت، وهم بدمائهم الزكية التي سالت اليوم ليسوا تهمة، بل تهامة.
نشرت لكم صورتي من حيث هلك الهالك الصماد، ولدي صورة على سيارته المحترقة دست رأسه، فيه، وسأنشرها، ذات ساعة أخذتهن عام 2020 كذكرى وتذكرة هلاكه، وفرحة.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك