حالة من القهر والشعور بالإحباط تجتاحني منذ سقطت بلادنا نتيجة للتآمر والتراخي، رهينة بيد الكهنوت الإمامي مجدداً، وتزداد هذه الحالة مع كل يوم يمر وجماعة الكهنوت والإرهاب الحوثي جاثمة على صدر الوطن والشعب، تعربد كما شاءت، وتنكل بالأبرياء والأحرار، وتصر على تجسيد كل سوء قرأناه عن زمن الإمامة اللعين.
الموت، الجوع، التخلف، التجهيل، الخرافة، الاصطفاء، كلها مفردات اقترنت بالحكم الإمامي الذي ثار عليه اليمنيون في ثورتهم الخالدة 26 سبتمبر، وسكب الأحرار دماءهم وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الخلاص من البطش والنهب، والنجاة من الجوع والمرض، والعيش بمساواة وعدل وحرية وكرامة حقيقية لا تمتهنها أفضلية عرق أو سلالة تدعي أن كل ما تفعله جاء بأمر الله وإرضاء لرسوله ونهج من يسمونهم آل البيت، والرسول وآل بيته لا يرضون أبدا ما ارتكب، ويرتكب بحق اليمنيين على يد من يدعون انتسابهم له زيفاً وكذباً.
جرائم وتنكيل، وإرهاب الإمامة الذي كان يخبرنا به الأجداد، ها نحن نراه واقعاً ونعيشه على يد جماعة الحوثي، التي لم تتورع للحظة في سفك دماء اليمنيين، لتثبت للعالم أجمع وليس لليمنيين فقط أنها جماعة تعشق الدم والموت ولا تملك منجزا غيره وغير الظلم والتجويع، ولعل ما ارتكبته هذه الجماعة الإجرامية "يوم السبت الأسود"، من مجزرة بحق أبناء تهامة الذين تم إعدامهم ظلماً بحجة القصاص لمقتل الصماد، رغم أن الجميع يدرك حجم الصراعات بين أجنحة الجماعة والتصفيات البينية، وأن مقتل الصماد لهم يد فيه، وتورطت قيادات حوثية أو ممن هم تحت حمايتهم في مقتله، إلا أن الجماعة أرادت إغلاق الملف، ورمي التهمة على الأبرياء من أخيار اليمنيين الذين لم يحصلوا على حقهم في محاكمة حقيقية وقضاء نزيه، يثبت براءتهم من التهم الملفقة، وهذا دليل آخر على إرهاب الجماعة ودمويتها، وانحرافها، وإصرارها على المضي بنفس عقلية البطش والتنكيل التي مضى عليها أسلافهم القتلة من عند الإمام الرسي، والمطهر بن يحيى شرف الدين، وصولاً لآخر حكام بيت حميد الدين، بل أنهم -أي الحوثيين- تفوقوا عليهم في الإجرام والتنكيل، وجعلوا دماء اليمنيين رخيصة يتم إراقتها نتيجة تصفيات بين أجنحة الجماعة، أو خدمة للمخطط الإيراني المناط بهم تنفيذه.
رحم الله شهداء تهامة والوطن عموماً، ويبقى اليقين أنه مهما طال الليل يعقبه النهار، وسيأتي النهار حتماً ليطرد ظلم الحوثيين ويقتص منهم بإذن الله.