خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

أبعاد زيارة المبعوث الأممي إلى عدن

Wednesday 06 October 2021 الساعة 05:44 pm

زيارة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى عدن ولقاؤه برئيس المجلس الانتقالي، يعطي رسائل إيجابية مفادها أن القضية الجنوبية على جدول أعمال الدبلوماسية الدولية، وأن هذا اللقاء يأتي مكملاً لإشارات سابقة قدمها المبعوث الدولي، في إحاطته مجلس الأمن، وتأكيده أن لا حل دون استيعاب مطالب كل الأطراف، وفي المقدمة قضية الجنوب. 

طبعاً هذه الزيارة استكشافية وجس نبض، ومحاولة تكوين صورة متكاملة، عن تعقيدات ملف حرب اليمن ومفاتيح الحل، ومدى مرونة كل اللاعبين المحليين والإقليميين، ورغبتهم بتقديم تنازلات مؤلمة، للوصول إلى تسوية متوازنة، لا تلغي أحداً ولا تمنح آخر منفرداً حق حكم كل اليمن. 

إذا كان هذا هو الإطار السياسي لمعالجة تشابك خيوط الأزمة، فإن المستوى العسكري لا يتناغم مع مثل هكذا تصور يهدف إلى تسهيل خلق مقاربات، مجمع عليها من قبل كل الفاعلين، والمتداخلين في رقعة الصراع، حيث الحوثي مسنوداً بانتصاراته، ما زال يُؤمن بأحقيته في حكم كل اليمن بلا شراكة حقيقية، وأن خيار فرض سلطة أمر واقع، لديه أقوى من المضي مع الخصوم نحو نقطة حل الكل فيه رابح رابح. 

تصعيد التحالف ميدانياً، لكسر موجات الهجوم المتتالية على مأرب وشبوة، وتشكيل قوة لاستعادة المناطق المسيطر عليها في بيحان، ومن ثم فك الحصار على مأرب، كل هذا يأتي لإعادة وزن معادلة القوى في الميدان، وفي حال نجاح مثل هكذا اختراق، يمكن أن يساعد على تغليب المسار السياسي على ما سواه من خيارات عسكرية.

الاختراق المأمول لم يحدث حتى الآن، وما زال رهن الساعات أو الأيام القادمة، وفي حال فشله سيضاعف من مكاسب الحوثي، وبالتالي دفعه نحو مزيد من التصلب في شروطه، وتمسكه بخيار كل شيء أو لا شيء.

في صراع قادم الأيام هناك سباق بين السياسة والميدان، من يكسب في الميدان يفرض مشروعه على طاولة السياسة.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك