أنور العنسي

أنور العنسي

تابعنى على

أخلاق الكبار.. الحمدي والعيني

Tuesday 12 October 2021 الساعة 09:35 am

أورد السياسي الكبير الراحل محسن العيني في مذكراته، كيف أنه عندما انعدم الانسجام بينه وبين الزعيم الراحل إبراهيم الحمدي، أن الأخير ذهب صباحاً إلى منزله، تناولا الإفطار معاً، ثم قال إبراهيم للعيني، "أنا أتيت بك لتعمل كرئيس وزراء مع الرئيس لا أن يعمل الرئيس معك"، فجمع الأخير أشياءه بكل قناعة وفهم لظروف المرحلة مع بعض المرارة والاحتفاظ بالكرامة كإنسان وغادر البلاد.

وعندما زرت العيني في منزله أواخر العام 2020، سألته "ألَم يترك هذا الأمر شيئاً من المرارة لديك تجاه إبراهيم؟" فكان جوابه "لا، على الإطلاق، لقد أزاح من على صدري هموماً أرهقتني طوال ترؤسي لأربع حكومات".

بدا العيني واقعياً في الاعتراف بتغير الظروف وبصعوبة التفكير بطريقة واحدة والعمل بأسلوب متجانس مع القادم الجديد إلى السلطة، وبأنه من جيل وإبراهيم من جيل آخر.

سألته، هل أنت راضٍ عن إبراهيم؟ فأجاب، "بكل تأكيد"، فقلت له "لماذا"؟، فأجاب، أن إبراهيم نجح في تسجيل أربع نقاط:

1- رفض الدخول في حرب مع الجنوب عندما تم تكليفه بقيادة جبهة في المنطقة الوسطى خلال سبعينيات القرن الماضي. 

2- رعايته لتجربة هيئات التعاون الأهلي للتطوير التي أحدثت مستويات من التنمية تعذر على أجهزة الدولة مواكبتها. 

3- تحجيم نفوذ المؤسسة القبلية داخل أجهزة الدولة برغم كل ما ترتب على ذلك من عداء وتحريض وتآمر عليه. 

4- محاولته تعزيز استقلالية القرار اليمني، أوصلته إلى حد الانقلاب عليه بطريقة مأساوية غير مقبولة أخلاقيا وسياسيا.

هل يوجد اليوم كبار مثل هؤلاء؟.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك