منذ الفرار، وصولاً لتسليم نهم والجوف وإنقاذ الحوثي في الحديدة، وحتى خذلان العبدية، وبنفس الأسلوب تم خيانة كل مدينة ومديرية مقاومة للحوثيين، وما دام من يدير ما تسمى الشرعية، هم ذات الأشخاص والعقليات الفاشلة والفاسدة التي خذلت كل جهد عسكري أو قبلي وتآمرت عليه، وقدمته لقمة سائغة للحوثيين، لن نرى الخير والفلاح.
صمدت العبدية في مارب بقوة أفحمت الحوثي وكسرت كبرياءه، وظلت تنتظر العون والمدد والإسناد الرسمي الوطني، طيلة أسابيع مقاومتها وحصارها، فهي لم تكن معركة خاطفة تستطيع الشرعية أن تتحجج فيها بعدم تمكنها من تقديم السند نظراً لضيق الوقت، بل كانت معركة استمرت أسابيع، إلا أن التآمر والفشل والفساد الذي يعشش وتعيش به الشرعية، تعامل بنفس الأسلوب المتخاذل والمزايد الذي تم التعامل به في حجور.
ونحن نرى تضحيات الجمهوريين تذهب سدى، والأرض ترتوي بدمائهم الزكية، ونرى تمرد الشرعية وقيادتها السياسية والعسكرية على واجبهم الوطني، وتساهلهم الذي مكن الحوثي من استباحة الأرض والعرض، لا يسعنا إلا أن ننادي كل العقلاء، إن بقي لدينا عقلاء، أن يعملوا على تشكيل جبهة وطنية خالصة، تنهي تمرد الشرعية أولا وتواجه عملاء إيران بعد ذلك.
لن ينكسر الحوثي أو يرضخ للسلام في ظل هذه القيادة الشرعية المنتفعة الفاشلة، ولن يبقى لليمن أثر إن بقيت شرعية الخيبة والخذلان والفساد.