سامي نعمان

سامي نعمان

تابعنى على

مواجهة الفاشية العنصرية الإرهابية الحوثية ليست عبثاً

Friday 29 October 2021 الساعة 05:40 pm

‏الحرب العبثية، يا عزيزي حسين الوادعي، هي حرب الحوثية الإرهابية الطائفية على اليمنيين..

أما دفاعهم عن أنفسهم ومستقبل أبنائهم وكرامتهم من العنصرية والإرهاب وتجريف الهوية فهي ملحمة مقدسة.

ميليشيا عنصرية أشعلت حربا في طول البلاد وعرضها، سعيا للإخضاع بالقوة بينما كان بإمكانها أن تحقق مكاسب دون إراقة قطرة دم، ولم تكن الحرب قطعا آخر خياراتها، بل هي أساسها ومبتدأها.

‏كمواطن أراها حربا مقدسة حين أدافع عن نفسي من تسليم رقبتي لميليشيات عنصرية إرهابية يعرفها الوادعي أكثر من غيره.

والمفارقة أننا نقدس شعوب العالم التي واجهت العنصرية وأشعلت الثورات، ونُسفّه اليمني البسيط إذ يفعل؛ مقاوماً أفحش فاشية عنصرية إرهابية عُرفت في تاريخ البشر، حين لا يجد أمامه فرصة للتعايش ولا للكرامة ولا لاختيار مستقبل أطفاله مع تضييق الفضاء العام وصولاً إلى "أخص" الخاص في ظل عنصرية إرهابية فاشية كهذه. 

‏ميليشيا؛ في آخر جريمة إرهابية دنيئة ومشهودة تكشفت -على سبيل المثال- قتلت القاضي الشجاع في منزله ثم فجرت المنزل ودفنته فيه عام 2016 وظلت تفاوض أسرته منذ ذلك الحين على دفع فدية أو مبادلته بأسرى على اعتبار أنه مختطف لديها.

هل رأيت خبثا وإجراماً أكثر من هذا؟.. أخبرني كيف تفهم هذا الإجرام بحق طفلة القاضي التي ولدت بعد أشهر على قتله وظلت إلى يوم أمس تنتظر عودته معلقة بأمل خادع روجه الإرهاب الوحشي الحوثي إمعانا في تعذيب طفلة كانت في بطن أمها يوم قتل عبدالملك الحوثي أباها.

هل مقاومة هذا التوحش الطافح الفاحش، برأيك؛ هو ضرب من العبث؟!

هل من يحارب هذه العنصرية والجريمة يعبث؟!

نحن أكثر من يكره الحرب ويلعنها ويلعن من أشعلها ومن يتاجر فيها.. نحن أكثر من يكتوي بنارها.. نحن من تتقلب نفسياتنا عشر مرات يوميا ونحن نتابع أخبارها وتتهددنا تبعاتها من على بعد بضع كيلومترات من مطارح رؤوسنا.. 

نحن من نحلم بالسلام حقاً ونحن نشيع القتلى، مقاتلين ومدنيين ونذرف الدموع أن كان جديرا بهم مستقبل غير المقبرة يا حسين.

 نحن ندافع عن حقنا في أن نكون مواطنين لا أكثر.. أوَ تكون حربا عبثية حين يكون هذا هدفها في مواجهة سلالية فاشية عنصرية تقوم حاكميتها على الإخضاع بالإرهاب والسلب والنهب والسبي، وأنت أدرى بتاريخها وحاضرها.

بعض العدل يكفي، يا صديقي، لتوصيفٍ أكثر دقة لهذه الحرب التي تجري وتُستُجر المبررات للعنصرية الحوثية مذ كانت كهفاً في جبال مران إلى أن باتت صاروخا باليستيا وطائرة مسيرة تقصف أطفال اليمن، ثم يكرر الحديث دوماً عن وصفها حرباً عبثية.

 كم هو محظوظ الحوثي بهذا التوصيف المثير لإعجابه.. "عبثية فاتركوا البلاد لنا".

 يقول الحوثي الذي لن تنتهي حروبه داخلياً وخارجياً، ولو توقفت الحرب، لعاد لتصفيات عنصرية إرهابية فاحشة حتى على مستوى أتباعه.

وانت تدرك هذا يا حسين بحكم قربك من منطقته، ومعرفتك بما جرى في صعدة منذ عام 2004، وكيف كان الإرهاب الحوثي يتفرغ لتصفية وفرز المجتمعات المحلية حين تهدأ جولات الحرب، إلى هذا عميل وهذا منافق وهذا خائن، وهذا محايد أفاك مستعد للخيانة لأنه لم يكن معنا.

دعك من الانقلاب، ليست معركة انقلاب فقط لدى الغالبية.. 

دعنا في مقام الإنسانية الجامعة.. 

اقنع الحوثي يا عزيزي بفكرة بسيطة وليست مستحيلة.. هي المواطنة.. اقنع الحوثي أنه مواطن.. هذا مفهوم حداثي جامع (إسلامي وعلماني وليبرالي).. دعه يطبقها في مناطق حكمه وسلطته فقط، ليكون نموذجه جديراً بعدم الرفض والمقاومة.

أما على حاله القائمة هذه، فجدير بكل يمني حر يحلم بالكرامة لا أكثر أن يفجر حرباً ضد العنصرية في كل قرية ومدينة يحكمها الإرهاب الحوثي.

وجدير بالمثقفين الكبار، كالملهم حسين الوادعي، أن يتباهوا بهذا اليمني الذي يحارب العنصرية الإرهابية ويمجدوه ويمجدوا تضحياته العظيمة الباسلة.

 جدير بهم أن يسطروا الروايات التي تحكي أحداث وبطولات وتضحيات هذه الحرب بأمانة وصدق، جدير بهم أن ينظروا من منظور الإنسان اليمني لا من منظور المنظمات التي لا تستطيع أن توزع كيلو من القمح بحرية لمستحقيها في مناطق الإرهاب الحوثي إلا بمعاييره لمن يستحقها، وتحلم بسلام يشمل اليمنيين تحت رايتها.

أما أن نقول عنها عبثية بالمطلق، وعلى طريقة قرداحي.. فهذا ظلم وإجحاف، وتواطؤ بائن مع العنصرية الطائفية الإرهابية الفاشية، المدعومة من أفجر نظام ثيوقراطي إرهابي عرف في العصر الحديث، إذ يغدو المقصود منها: نعم عبثية.. اتركوا الحوثي يحكم، إذن، اليمنيين بالعنصرية واذهبوا إلى شؤونكم الجادة.

دعوا الحوثي يحكمكم وكفى.. إذن..

كرامة اليمني ومستقبله وإنسانيته لا تستحق.

هذا هو مفهوم الرسالة عن "الحرب العبثية" التي يسوقها قرداحي، خصوصا حين يوضح أن المقصود بها هو السعودية والإمارات.

 أما اليمني.. فلا يعلم شيئاً عنه بأكثر من شخص جلس على كرسي أمامه في برنامج "من سيربح المليون".

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك