علي سالم بن يحيى

علي سالم بن يحيى

تابعنى على

شبوة عصية على الإذلال!

Saturday 30 October 2021 الساعة 09:40 am

حراك مجتمعي شعبي سلمي غير مسبوق تشهده مديريات محافظة شبوة في صورة تعكس مدى تلاحم أبناء المحافظة تجاه قضاياهم المصيرية.

مثّل سقوط مديريات بيحان الثلاث، انتكاسة حقيقية لهيلمان وسلطة المحافظ وقياداته العسكرية والأمنية باتهامها الصريح بتسليم مديريات بيحان لمليشيات الحوثي، بحسب الوقائع المشاهدة، وبحسب من شهد من أهل السلطة وقادتها العسكريين في تسجيلات مصورة، فضحت ذلك التخاذل والتخادم.

وبدلا من قيام السلطة الدفاع عن نفسها، والذهاب إلى بيحان، لتحريرها واسكات الأصوات المناهضة لها، أمرت بوصلتها العسكرية الاتجاه إلى معسكر العلم، لمحاصرة جنود النخبة الشبوانية في تناقض صارخ لأبجديات المعركة المفترضة لتحرير بيحان، وليس الدخول في معارك جانبية بين أبناء المحافظة.

أتذكر عندما كان محمد علي المقدشي، محافظا لشبوة، وعبدالرحمن حنش، مديرا للأمن، كنا حينها نصدر نشرة "التغيير" صوت شبوة الحر، ووقفت النشرة ضدا على تصرفات وانتهاكات المحافظ ومدير الأمن، الرامية لتركيع وإذلال أبناء شبوة، ودخلنا في معركة حقيقية معهما، لدرجة قيامهما بالمطاردة والتهديد والترهيب، وصولا إلى التحقيق معي في دهاليز مبنى الأمن السياسي، بتهمة التحريض على الوحدة اليمنية، خدمة لأجندة خارجية، والإضرار بمصالح الوطن!.

كتبت في افتتاحية أحد أعداد النشرة أثناء غمرة المطاردة:

شبوة عصية على الإذلال، وقوية بالرجال.. نقول هذا الكلام للأشاوس الذين يحاولون إذلالها وتركيعها، هذا محال ثم محال..!.

تعلمنا في المدرسة الابتدائية عن حكاية ذلك (الحمار)، الذي أراد أن يكون (أسدا) عندما رأى ملك الغابة وهو يصول ويجول، والكل يهابه ويتجنبه ويحترمه بالقوة أيضا.

لبس الحمار لباس وقناع الأسد، وخرج متبخترا، مفاخرا، مزهوا بشخصيته الجديدة، صدق المسكين نفسه، ولم تمض لحظات، حتى غلب الطبع التطبع، ولم يستطع مقاومة حنينه للنهيق، فنهق، وانكشفت حقيقته، ونال ما ناله من ضرب وصفع وقمع، فشتان ما بين الأسد والحمار!!.

انتهت الافتتاحية، وما زال الأشاوس، بلباسهم الجديد، يحاولون الإذلال والإساءة لأبناء شبوة، وهم يدركون أن ذلك محال، ومعناه المزيد من الصراعات التي تدخل المحافظة في منزلقات خطيرة قد تؤدي لتسليمها لمليشيات الحوثي الغازية. 

 فقليلا من التواضع يا سادة، فالغرور مهلكة، وشبوة عصية على الإذلال.

 قيل: 

"كن متواضعا فالدنيا لا تبقى لأحد، فطاووس اليوم قد يكون منفضة غبار في الغد"!!!.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك