إصلاح مأرب يقول في بيانه قبل أمس، إن التحالف العربي خذلهم!
هذا الأمر لا يصدق، ولا يعقل بالإطلاق، فالغارات التي يشنها التحالف السعودي في حرب مأرب لم تحدث من قبل، ولا في أي حرب سابقة، مئات الغارات الحربية في غضون ساعات وربما دقائق، هذه شراسة وضراوة وقوة مهولة تجاه المتقدمين، وهي ما يعيق الحـوثيين ويفتك بهم بالفعل، بشهاداتهم هم.
ماذا يريد الإصلاحيون أكثر من مئات الطائرات الحربية والغارات الصاروخية التي تقاتل عنهم؟!
أنا لا أدري، مع أن قناعتي الشخصية عن حرب مأرب، تدرك جيدًا أن الحرب الحقيقية هناك تجري بين الطيران الحربي ومقاتلي الحـوثيين، وبقية مقاتلي الشرعية على الأرض مجرد قرابين مخدوعة.
لا يوجد جيش يواجه القوات المهاجمة، لا يوجد مئات الآلاف من المقاتلين المدربين، يوجد مراهقون، وأطفال صغار، إلى جانب مقاتلي القبائل المدافعين عن أرضهم.
بالمقابل يوجد طيران حربي يقاتل بضراوة واستماتة غير مسبوقة، هذا الطيران لو توقف ليومين فقط كانت المعركة حسمت وسقطت المدينة خلالها.
الإصلاحيون يعرفون هذا تمامًا، لكنهم يهيئون مبرراتهم للهروب الكبير، هذا على ما يبدو..
أتمنى أن تنتهي الحرب العبثية، ويصان الدم اليمني الواحد..
* * *
في المنام ليلة أمس، جاءني حلم غريب، عن شيء ما حدث، ليتوافد الناس على إثره إلى ميدان السبعين، قادمين من حارات صنعاء، ومديرياتها القريبة والبعيدة، ومن كل المحافظات اليمنية، بسيارات كبيرة وصغيرة، وحافلات متوسطة ومختلفة، ودراجات نارية، رجال كبار في السن، ونساء مع بناتهن وعجائزهن، وشباب، وأطفال صغار.
مواطنون يمنيون من كل الأعمار والفئات، ومن كل الأرجاء والأنحاء، ليحتشدوا بعشرات الملايين، في كل جزء من شوارع صنعاء، بدءًا من ميدان التحرير، مرورًا بالشوارع الواصلة بينه وبين التحرير والستين، حتى ملأت الحشود كل الطرق والشوارع والأماكن المختلفة، جميع الناس وكل البشر اليمنيين، في صباح مشرق ومشمس وبهي، حتى بلغت الحشود ذروتها، ليهتفوا بصوت واحد، صوت جماهيري عظيم، ليس قبله ولا بعده ما يشبهه.
كان البشر يهتفون بصوتهم المدوي والعظيم: "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، ليعقبه غناء شعبي عام، لأغنية يمنية يعرفها ويحفظها الجميع، كان الشعب اليمني المحتشد يغني قائلًا: "أروحنا ودماؤنا تفديك يا يمن، ولاؤنا، إخلاصنا للشعب، للوطن، يا ماردًا في هامة التاريخ يقهر المحن، يا صانعًا أيلول صنعاء، وتشرين عدن، لا، لن ينال الطامعون من شموخه ولن، فلا مكان بيننا لعازف الوثن، وليس في صفوفنا من يزرع الفتن"..
بالله عليكم، من يعرف تفسيرًا لهذا الحلم..!!
أين المفسرون؟!
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك