جلال محمد

جلال محمد

رسالة يمنية للخليجيين.. فتشوا عن قرادحة الإصلاح والشرعية

Sunday 07 November 2021 الساعة 09:11 am

لا تزال الردود الرسمية الخليجية إزاء تصريحات وزير الإعلام اللبناني "جورج قرداحي" تتوالى مثل كرة الثلج، مهدِّدةً ليس فقط منصب الوزير البائس، بل جميع حكومة "ميقاتي" المولودة مؤخراً بعد مخاض سياسي طويل وصعب.

بدأ الأمر بسحب سفراء خليجيين، وطرد سفراء لبنان من الرياض والمنامة والكويت، وإيقاف الواردات اللبنانية، ثم طلب الإمارات العربية المتحدة والبحرين لرعاياهما بالعودة من لبنان، وقد تتبعها خطوات عقابية أخرى تُظهر نفاد صبر السعودية إزاء تحوّل لبنان بشكل فاضح إلى محافظة إيرانية يقودها "حزب الله" نحو هاوية سحيقة.

يبدو أن تصريحات وزير الإعلام اللبناني الجديد الذي تورّط بما هو أكبر من حجمه، كانت النقطة التي جعلت الكأس تفيض، والقشة التي ستقصم ظهر لبنان المثقل بتحديات تاريخية كبرى غير مسبوقة، إلا أنها -التصريحات- ليست السبب الوحيد، فهي فاقدة الأهمية كشخص مطلقها، وإنما هناك جملة كبيرة من الأسباب وأهمها أن لبنان بات مختطفا من حزب الله، الذي أساء للبنان، ولسياسة النأي بالنفس التي يشدد عليها -لبنان الرسمي-، فالحزب يقدم نفسه كمليشيا موت وخراب طائفي يأتمر بأوامر الملالي، ويعربد في الوطن العربي، عبر مقاتليه ومستشاريه الذين يجولون في اليمن ويخططون كل عملية عسكرية ضد اليمنيين والتحالف، ويشيرون بمزيد من الإرهاب والدم ضد العرب عموما، والخليجيين بشكل خاص، نتيجة النزعة الطائفية الانتقامية والفكر الدموي الذي تتبناه طهران وتأمر به ذراعها الأصيل في لبنان، وأتباعها في اليمن وسورية والعراق.

في الواقع، هناك (قرادحة) كُثر، يرفلون في النعيم الخليجي، وافكارهم ويقينياتهم نفس أفكار جورج، ولذلك على السعودية والخليج بشكل عام، أن يعيدوا تقييم مواقفهم تجاه عدد من الأطراف والشخصيات المنخرطة في حلف إيران، أو تلك المنسجمة معها كجماعة الإخوان المسلمين، ومنهم حزب التجمع اليمني للإصلاح، وبعض قيادات الشرعية اليمنية، الذين لو فتشت السعودية عنهم، وتقصت حقائقهم لوجدتهم يحملون مواقف أبعد من جورج قرداحي، ولديهم نزعة الحقد ورغبة أن يحل البؤس بالخليج أكثر من أتباع الملالي المعروفين والمكشوفين.

في زخم هذا الردّ الخليجي الحاسم على قرداحي، يتوجه ملايين اليمنيين للمملكة السعودية ودول الخليج، بأن احذروا من قرادحة الشرعية والإصلاح.. وبرسالة مختصرة مفيدة واضحة نقول: لا تقطعَن ذنبَ الأفعى وترسلَها.. إن كنتَ شهماً فأتبِع رأسَها الذنَبا.