اللعب بورقة الحوثي.. هل تعيد روسيا ارتكاب خطأ أمريكا والغرب؟

تقارير - Monday 05 August 2024 الساعة 11:00 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

تزايدت التقارير الغربية التي تكشف محاولات من جانب روسيا لتزويد مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن بأسلحة نوعية، كورقة انتقام تستخدمها موسكو في وجه الدعم الغربي ضدها في حرب أوكرانيا.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر مطلعة أن روسيا "تراجعت في اللحظة الأخيرة" عن تزويد جماعة الحوثي في اليمن في أواخر يوليو الماضي، بصواريخ ومعدات عسكرية جراء جهود بذلتها كل من الولايات المتحدة والسعودية.

وفي حين تراجعت موسكو عن مد الجماعة بالأسلحة، إلا أن مصادر الشبكة الأميركية قالت بأن روسيا نشرت أفرادا عسكريين في اليمن للمساعدة في تقديم المشورة للحوثيين على مدى ثلاثة أيام، في أواخر يوليو.

وأشارت المصادر للشبكة إلى أن مسؤولين أميركيين شاهدوا سفنا روسية كبيرة تتوقف بشكل غير عادي في جنوب البحر الأحمر، حيث نزل أفراد الطاقم الروسي، ثم صعدوا على متن قارب تابع للحوثيين لينقلهم إلى اليمن.

وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني قد كشف أواخر يونيو الماضي بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تدخل لمنع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" من تزويد جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، بصواريخ “كروز” مضادة للسفن.

وأشار الموقع نقلا عن بأن معلومات استخباراتية، أن الرئيس الروسي بوتين، فكر في تزويد المقاتلين الحوثيين المتمردين بصواريخ كروز باليستية مضادة للسفن، إلا أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تدخل لمنع بوتين من تزويد الحوثيين بالصواريخ.

ويشير الموقع البريطاني الى أن هذا الأمر جرى بعد زيارة بوتين في ديسمبر/كانون الأول إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وفقاً للمخابرات الأمريكية.

وفق وقت سابق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بأن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق من إمكانية قيام بوتين بتسليح الحوثيين، ربما كوسيلة ضغط ضد القرار الأمريكي بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية لمهاجمة أهداف في عمق الأراضي الروسية.

هذه التقارير الغربية التي تحدثت عن نوايا روسية لتسليح جماعة الحوث، تأتي بعد التصريح اللافت الذي أدلى به القيادي بالجماعة /علي القحوم في مارس الماضي، وتحدث فيه عن "بناء مستمر وتطور في العلاقات الدولية وتبادل للخبرات والتجاري في مجالات مختلفة" بين الجماعة وبين روسيا والصين ودول البريكس.

تصريحات القيادي الحوثي حينها، تزامنت مع ما كشفته وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، بأن ممثلي ميليشيا الحوثي الإرهابية، تعهدوا –عبر سلطنة عُمان- لروسيا والصين أن سفن الدولتين يمكنها المرور عبر مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب دون خوف من هجمات الميليشيات، حتى لو كانت متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.

إلا أن الوكالة الأميركية ذاتها كشفت في تقرير حديث لها الأسبوع الماضي، بأن مسلحي الحوثي هاجموا سفنًا تجارية تحمل سلعًا روسية أكثر من تلك التي تحمل المنتجات القادمة من أي مكان آخر في العالم، وقالت بأن ذلك يسلط الضوء على حدود ضمانات المرور الآمن التي قدمها المتمردون الحوثيون لموسكو في وقت سابق من هذا العام.

وأشارت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية إلى أن بين 83 سفينة أحصتها البحرية البريطانية على أنها تعرضت لحوادث في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، كانت موانئ روسيا هي آخر ميناء رست فيه 19% من هذه السفن، أي أنها كانت جميعها سفن نقل نفط أو سلع من وإلى روسيا.

ونشر معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية الأسبوع الماضي، تقريراً سلط الضوء على هجمات الحوثيين ضد الناقلات المرتبطة بروسيا، قال فيه بأن البيانات المتاحة تشير إلى أن الجماعة الحوثية تلاحق السفن التي تحمل بضائع روسية، لا سيما إذا كانت سفن المشغل قد زارت الموانئ الإسرائيلية.

وأشار التقرير إلى مدى اعتماد روسيا على تصدير النفط الخام والمنتجات النفطية نحو الصين والهند، عميلَي النفط الرئيسيَين لموسكو عبر قناة السويس والبحر الأحمر بسبب العقوبات الغربية على قطاع النفط الروسي.

حيث تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن صادرات النفط الروسية "شكلت 74 في المئة من حركة النفط المتجهة نحو الجنوب عبر السويس في النصف الأول من عام 2023، في ارتفاع من 30 في المئة في عام 2021". 

أرقام وحقائق تشير إلى أن حجم الخسائر التي تتكبدها روسيا بسبب اتباعها ذات النهج الذي اتبعته أمريكا والغرب خلال سنوات الحرب في اليمن، عبر الدعم والتواطؤ مع الجماعة الحوثية ومنع هزيمتها عسكرياً لأسباب ومصالح خاصة، إلا أنها اليوم تدفع الثمن بتعريض الملاحة الدولية للخطر على يد هذه الجماعة.